غيرهـا كما في الصفة والذات; لأنّ صفاته ليست من المعدودات، فنقول : إنّ الله تعالى يوجد بصفاته، وهذا هو المذهب عند أهل السنّة والجماعة (١) . انتهى.
وقال الشيخ حافظ الدين النسفي (٢) في الفتاوي : صفات الله لا تدخل تحت العدد، فلو قال : الحياة والقدرة شيئان، أو عددان، أو اثنان، أو غيران يصير كافراً، وإنّما تعددها باعتبار الأسماء والتأثير (٣) . انتهى.
أقول : فكيف بمن جعلها أنواعاً؟! والأنواع لا تكون إلاّ متغايرة.
قال المرجاني (٤) في حاشيته المتعلّقة بشرح الدواني على العقائد العضديّة : وقال بعضهم : من صار إلى إثبات الذات ولن يثبت الصفات كان جاهلا مبتدعاً، ومن صار إلى إثبات صفات مغايرة للذات حقّ المغايرة فهو ثنوي كافر، ومع كفره جاهل (٥) .
قال : وقال أيضاً : ذواتنا ناقصة وإنّما يكمّلها الصفات، وأمّا ذات الله سبحانه فهي كاملة لا تحتاج في شيء إلى شيء; إذ كلّ ما يحتاج في
____________________
(١) التمهيد في بيان التوحيد (تمهيد أبي الشكور السالمي) : ٦٠.
(٢) عبد الله بن أحمد النسفي، أبو البركات، فقيه حنفي مفسّر، اُصولي، متكلّم، من أهل آيذج ، من تصانيفه : عمدة العقائد في الكلام وشرحها وسماها الاعتماد، مدارك التنزيل وحقائق التأويل وغيرها، توفّي سنة ٧١٠ هـ، وقيل : ٧٠١. الجواهر المضيّة ١ : ٢٧٠ / ٧١٩، الدرر الكامنة ٢ : ١٥١ / ٢١١٩، الأعلام للزركلي ٤ : ٦٧.
(٣) انظر التمهيد في بيان التوحيد لأبي الشكور : ٦٠.
(٤) شهاب الدين بن بهاء الدين بن سبحان بن عبد الكريم المرجاني، ثمّ القزاني الحنفي، مؤرّخ، وكان عالم عصره في بلاده ومجاهراً بالاجتهاد، تخرّج على يديه كثير من العلماء. من مصنّفاته عذب الفرات في حاشية الجلال، توفّي سنة ١٣٠٦ هـ. هدية العارفين ١ : ٤١٨، الأعلام للزركلي ٣ : ١٧٨.
(٥) انظر الدرّة الفاخرة للجامي وحواشية : ١٤ و ٨٩ و ١٦٩.