عصره ففسّقوه وبدّعوه، بل كفَّره كثير منهم، وقد كتب إليه بعض أعلام (١) عصره علماً ومعرفة (٢) . وذكر كتاب الشيخ نصر المنبجيّ المتقدّم ذكره (٣) .
ثمّ قال ابن حجر : واعلم أنّه خالف الناس في مسائل نبّه عليها التاج السبكي وغيره، فمّما خرق فيه الإجماع قوله في : «علَيَّ الطلاق» إنّه لا يقع عليه بل عليه كفّارة يمين، ولم يقل بالكفارة أحد من المسلمين قبله (٤) . وذكر جملة من المسائل التي خالف فيها ابن تيميّة.
ثمّ قال ابن حجر : مسألة الحسن والقبح التزم كلّ ما يرد عليها، وإنّ مخالف الإجماع لا يكفَّر ولا يفسَّق، وإنّ ربّنا ـ سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون والجاحدون علوّاً كبيراً ـ محلّ الحوادث تعالى الله عن ذلك وتقدّس، وإنّه مركّب تفتقر ذاته افتقار الكلّ للجزء تعالى عن ذلك وتقدّس، وإنّ القرآن محدث في ذات الله تعالى عن ذلك، وإنّ العالم قديم بالنوع ولم يزل مع الله مخلوقاً دائماً، فجعله موجباً بالذات لا فاعلا بالاختيار تعالى الله عن ذلك، وقوله بالجسميّة والجهة والانتقال، وإنّه بقدر العرش لا أصغر ولا أكبر تعالى الله عن هذا الافتراء الشنيع القبيح، والكفر البراح الصريح، خذل متّبعه وشتّت شمل معتقده، وقال : إنّ النار تفنى، والأنبياء غير معصومين، وإنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لا جاه له ولا يتوسّل به، وإنّ إنشاء السفر إليه بسبب الزيارة معصية لا تقصر الصلاة فيه، وسيحرم ذلك
____________________
مشيختهم الجنيد بن محمّد وأبا الحسين النوري وعمرو المكّي، قتل : سنة ٣٠٩ هـ. انظر تاريخ بغداد ٨ : ١١٢ / ٤٢٣٢، الكنى والألقاب ٢ : ١٦٤.
(١) في المصدر : أجلاء بدل : أعلام.
(٢) الفتاوى الحديثيّة : ٨٦.
(٣) راجع الصفحة : ٧٠.
(٤) الفتاوى الحديثيّة : ٨٧.