معروف ومتّهم أيضاً بالملك، ولذلك أخذه المهدي ثمّ الرشيد إلى بغداد، انتهى (١) .
وكل هذه التعسّفات لمحض العناد وإنكار فضل الإمام موسى بن جعفر، وإلاّ فقد حكى العلماء في مصنّفات السير والتواريخ والمناقب مجيء الإمام موسى بن جعفر إلى العراق أيّام المنصور الدوانيقي أبي المهدي.
قال ابن شهر آشوب في كتاب المناقب في الباب المتعلّق بالإمام موسى ابن جعفر عليهماالسلام ما لفظه بحروفه : إنّ المنصور تقدّم إلى موسى بن جعفر بالجلوس للتهنئة في يوم النيروز وقبض ما يحمل إليه، فقال الإمام موسى : «إنّي قد فتشت الأخبار عن جدّي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فلم أجد لهذا العيد خبراً، وأنّه سنّة للفرس، ومحاها الإسلام، ومعاذ الله أن نحيي ما محاه الإسلام» فقال المنصور : إنّما نفعل هذا سياسة للجند، فسألتك بالله العظيم إلاّ جلسـت. ودخلت عليه الملوك والاُمراء والأجناد يهنئونه ويحملون إليه الهدايا والتحف، وعلى رأسه خادم المنصور يحصي ما يحمل، فدخل في آخر الناس رجل شيخ كبير السنّ فقال له : يا ابن بنت رسول الله إنّني رجل صعلوك لا مال لي أتحفك ولكن أتحفك بثلاثة أبيات قالها جدّي في جدّك الحسين بن علي عليهالسلام :
عجبت لمصقول علاك فرنده |
|
يوم الهياج وقد علاك غبار |
ولا سهم نفذتك دون حرائر |
|
يدعون جدّك والدموع غزار |
إلاّ تغضغضت السهام وعاقها |
|
عن جسمك الإجلال والإكبار |
قال عليهالسلام : «قبلت هديتك أجلس بارك الله فيك» ورفع رأسه إلى
____________________
(١) منهاج السنّة ٤ : ٥٧.