يصرّح بأنّ الأحاديث المختارة أصحّ وأقوى من أحاديث المستدرك (١) .
ولو تحلّى ابن تيميّة بالإنصاف وتخلّى من التعصّب والاعتساف لنقل اتّفاق أئمّة حفّاظ الآفاق على خلاف ما جعل عليه الوفاق، وإنّما قوله هذا كردّه الأحاديث المسندة الموجودة في الكتب المعتمدة المشهورة، ونسبة الوضع والكذب إليها كما قال في هذا الكتاب يعني منهاج السنّة أيضاً : إنّ حديث الموالاة قد رواه الترمذي (٢) ، وأحمد في مسنده عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : «من كنت مولاه فعليّ مولاه» (٣) ، وأمّا الزيادة وهي قوله : «اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه» إلى آخـره فلا ريب أنّه كذب، ونقل الأثرم في سننه عن الإمام أحمد : إنّ العبّاس سأله عن حسين الأشقر، وأنّه حدّث بحديثين فذكر أحدهما قال والآخر : «اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه» فأنكره أبو عبد الله جدّاً، ولم يشكّ في أنّ هذين الحديثين كذب (٤) . انتهى.
وقد رواه الإمام أحمد في مسنده (٥) مع شرطه فيه، وهو عدم ذكر الموضوع والمنكر بل والشديد الضعف على رأيه (٦) .
أقول : حسين الأشقر قد احتجّ به النسائي (٧) ، ووثّقه ابن حبّان (٨) ،
____________________
(١) سبل الهدى والرشاد ٣ : ٣٦٨، وانظر القول المستحسن : ٢٦٦، وعبقات الأنوار الجزء ١٦القسم الثاني الصفحة : ٢٣٤.
(٢) سنن الترمذي ٥ : ٢٩٧ / ٣٧٩٧.
(٣) مسند أحمد ١ : ٨٤، ١١٨، ١١٩، ١٥٢، ٣٣١...
(٤) منهاج السنّة ٧ : ٣١٩.
(٥) مسند أحمد ١ : ١١٨، ١١٩، ١٥٢، ٣٣١، و ٤ : ٢٨١....
(٦) انظر القول المستحسن : ٢٦٦ - ٢٦٧، وعبقات الأنوار الجزء ١٦ القسم الثاني الصفحة : ٢٣٤.
(٧) انظر السنن الكبرى ٣ : ٢٥٣ / ٢٩١٤.
(٨) كتاب الثقات لابن حبّان ٨ : ١٨٤.