شهد عليه بذلك الحافظ [الحافظ الشامي (١) صاحب] (٢) جلال الدين السيوطي (٣) في كتاب السيرة المسمّاة سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قال :
مشروعيّة السفر لزيارة قبر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم الأمجاد، قد ألّـف فيها الشـيخ تقي الدين السبكي، والشيخ كمال الدين بن الزملكاني، والشيخ داوُد أبوسليمان كتاب الانتصار ، وابن جماعة، وغيرهم من الأئمّة، وردوا على الشيخ تقي الدين بن تيميّة، فإنّه أتى في ذلك بشيء منكر لا يغسله البحار (٤) .
(وممّن ردّه عليه من أئمّة عصره العلاّمة محمّد بن يوسف الزرندي المدني المحدّث في بغية المرتاح إلى طلب الأرباح. انتهى) (٥) .
أقول : وقال في موضع آخر في الردّ على ابن تيميّة إنكاره المواخاة بين المهاجرين والأنصار، وخصوصاً مواخاة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لعلي المرتضى عليهالسلام ، وذكر رواية الضياء (٦) في المختارة ذلك ما نصّه : وابن تيميّة
____________________
(١) شمس الدين أبو عبد الله محمّد بن يوسف بن علي الصالحي الشامي، محدّث، عالم بالتاريخ ، ولد في صالحيّة دمشق، وسكن البرقوقيّة بصحراء القاهرة إلى أن توفّي سنة ٩٤٢ هـ، من تصانيفه : سبيل الهدى والرشاد، والآيات الباهرة، وإتحاف الراغب. انظر الأعلام للزركلي ٧ : ١٥٥.
(٢) الزيادة من عبقات الأنوار الجزء ١٦ القسم الثاني الصفحة : ٢٩٠.
(٣) عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمّد جلال الدين أبو الفضل السيوطي، فقيه شافعي، مفسّر، محدّث، مؤرّخ، أديب، مصنّف مكثر، ولد سنة ٨٤٩ هـ، وتوفّي سنة ٩١١ هـ. انظر الاعلام للزركلي ٣ : ٣٠١.
(٤) سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد صلىاللهعليهوآلهوسلم ١٢ : ٣٨٤.
(٥) انظر القول المستحسن : ٢٣٣، وعبقات الأنوار ١٦ : ٢١٥ القسم الثاني.
(٦) محدّث الشام ضياء الدين أبو عبد الله محمّد بن عبد الواحد المقدسي الدمشقي، الحنبلي، له مصنّفات منها كتابه الأحاديث المختارة، توفّي سنة ٦٤٣ هـ. تذكرة الحفّاظ ٤ : ١٤٠٥ / ١١٢٩.