تيميّة ما لفظه (١) : ونسبه قوم إلى أنّه يسعى في الإمامة الكبرى فإنّه كان يلهج بذكر ابن تومرت (٢) ويطريه، وكان ذلك مؤكّداً لطول حبسه.
أقول : وإلى ذلك يشير الإمام تقي الدين السبكي في قوله :
في كلّ واد بليلى واله شغف |
|
ما إن يزال به من مسّها وصب |
ففي بني عامر من حبّها دنف |
|
ولابن تيميّة من عهدها سغب (٣) |
فتأمّل فأنّه يريد أنّه كان يمنّي نفسه الوصول إلى الإمامة الكبرى نظير ابن تومرت المتمهدي في اليمن، وصاحب البدع والضلال، وله شرح طويل ذكره المؤرّخون وأشار إليه التاج في الطبقات، وكرّر ذكره ابن تيميّة في كتبه، ذكره في منهاج الحشويّة قال : وممّن ادّعى أنّه المهدي ابن التومرت الذي خرج أيضاً بالمغرب وسمّى أصحابه الموحّدين، وكان يقال له في خطبهم : الإمام المعصوم والمهدي المعلوم الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت جوراً وظلماً، وهذا ادّعى أنّه من ولد الحسن دون الحسين، فإنّه لم يكن رافضياً، وكان له من الخبرة بالحديث ما ادّعى به دعوى تطابق الحديث، وقد علم بالاضطرار أنّه ليس هو الذي ذكره النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم . انتهى (٤) .
____________________
(١) الدرر الكامنة ١ : ٩٣.
(٢) محمّد بن عبد الله بن تومرت المصمودي البربري، أبو عبد الله، الملقّب بالمهدي، ويقال : مهدي الموحّدين، صاحب الدعوة المهدويّة في المغرب، وواضع اُسس الدولة المؤمنيّة الكوميّة، وهو من قبيلة هرغة، رحل إلى المشرق طالباً للعلم سنة٥٠٠ هـ، فانتهى إلى العراق وأخذ عن الغزالي، توفّي سنة ٥٢٣ أو ٥٢٤ هـ. راجع سير أعلام النبلاء ١٩ : ٥٣٩ / ٣١٨، الوافي بالوفيات ٣ : ٣٢٣ / ١٣٨٢، الأعلام للزركلي٦ : ٢٢٨.
(٣) طبقات الشافعيّة الكبرى ١٠ : ١٧٩.
(٤) منهاج السنّة ٨ : ٢٥٨ - ٢٥٩.