وقد بالغ جمع الأخيار من المتعبّدين وغيرهم من العلماء كأهل مكّة وغيرها أن أذكر ما وقع لهذا الرجل من الحيدة عن طريق هذه الأئمّة، ولو كان أحرفاً يسيرة، إمّا بالتصريح أو بالتلويح مشيرة، فاستخرت الله عزوجل في ذلك مدة مديدة...
ثم قلت : لا أباً لك، وتأمّلت ما حصل وحدث بسببه من الإغواء والمهالك، فلم يسعني عند ذلك أن أكتم ما عملت، وإلاّ اُلجمت بلجام من نار ومُقتُّ.
وها أنا أذكر الرجل وأشير باسمه الذي شاع وذاع واتسع به الباع وسار، بل طار في أهل القرى والأمصار، وأذكر بعض ما انطوى باطنه الخبيث عليه وما عوّل في الإفساد بالتصريح أو الإشارة إليه. ولو ذكرت كثيراً ممّا ذكره ودوّنه في كتبه المختصرات لطال جدّاً فضلا عن المبسوطات، وله مصنّفات أُخر لا يمكن أن يطّلع عليها إلاّ من تحقق أنّه على عقيدته الخبيثة، ولو عصر هو وأتباعه بالعاصرات لما فيها من الزبغ والقبائح النحسات.
قال بعض العلماء من الحنابلة في الجامع الأموي في ملأ من الناس : لو اطّلع الحصني على ما اطّلعنا عليه من كلامه لأخرجه من قبره وأحرقه، وأكّد هؤلاء أن أتعرض لبعض ما وقفت عليه...
وخلاصة الكلام : أنّ الحقّ لا يبقى مخفيّاً ومخبيّاً وراء الستار ويظهر وإن حجب ـلقرون بالتعصب والحبّ الأعمى من قبل أمثال ابن تيمية، فترى الحقّ يطفح على لسانه لا شعورياً فيقول :
وينبغي أيضاً أن يعلم أنّ كلّ ما أنكره بعض الناس عليهم يكون باطلاً، بل من أقوالهم أقوال خالفهم فيها بعض أهل السنّة ووافقهم بعض والصواب