إلاّ بعد التثبّت والتأمّل. والله تعالى أعلم.
وقد نقل الشوكاني في البدر الطالع عن محمّد البخاري (ت ٨٤١ هـ) أنّه صرّح بكفر ابن تيمية، ثم صار يصرّح في مجلسه : إن من أطلق القول على ابن تيمية شيخ الإسلام فهو بهذا الإطلاق كافر.
وقال السخاوي في الإعلان بالتوبيخ لمن ذمّ التاريخ : وقد رأيت له ـأي الذهبي ـ رسالة كتبها لابن تيمية هي لدفع نسبته لمزيد تعصّبه مفيدة.
إلى أن قال : قد رأيت ما آل أمره إليه من الحطّ عليه والهجرة والتضليل والتكفير والتكذيب بحقّ وبباطل، فقد كان قبل أن يدخل في هذه الصناعة منوراً مضيفاً على محياه سيما السلف، ثمّ صار مظلماً مكشوفاً عليه قتمة عند الخلائق من الناس، ودجّالا أفّاكاً كافراً عند أعدائه...
وقال صلاح الدين الصفدي (ت ٧٦٤ هـ) في الوافي بالوفيات عند ترجمته لابن تيمية : ما أظنّه رأى مثله في الحافظة والاطّلاع وأرى أن مادّته كانت من كلام ابن حزم، حتى شناعه على من خالفه.
وكان مغرىً بسبّ ابن عربي محي الدين، والعفيف التلمساني، وابن سبعين، وغيرهم من الذين ينخرطون في سلكهم.
وربّما صرّح بسبّ الغزالي وقال : هو قلاووز الفلاسفة. أو قال ذلك عن الإمام فخر الدين...
وسمعته يقول عن نجم الدين الكاتبي المعروف بـ (دَبِيران) ـبفتح الدال المهملة وكسر الباء الموحدة وهو الكاتبي صاحب التواليف البديعة في المنطق، فإذا ذكره لا يقول إلاّ (دُبَيران) بضمّ الدال وفتح الباء.
وسمعته يقول : ابن المنجس يريد ابن المطهّر الحلّي...
وقال أبو بكر الحصني (ت ٨٢٩ هـ) في دفع شبهة من شبّه وتمرد : ...