قال ابن حجر (ت ٨٥٢ هـ) في الدرر الكاملة : استشعر أنّه مجتهد، فساريردُّ على صغير العلماء وكبيرهم، قديمهم وحديثهم حتى انتهى إلى عمر، فخطّأ في شيء، فبلغ الشيخ إبراهيم الرقيّ فأنكر عليه، فذهب إليه واعتذرواستغفر ، وقال في حق عليّ : أخطأ في سبعة عشر شيئاً ثمّ خالف فيها نصّ الكتاب!
ثم جاء ابن حجر ليصنّف القائلين حول ابن تيمية وأقوالهم فيه، فقال : وافترق الناس فيه شيعاً : فمنهم : من نسبه إلى التجسيم... ومنهم : من ينسبه إلى الزندقة، ومنهم : من ينسبه إلى النفاق.
وقال ظفر أحمد العثماني التهانوي في قواعد الحديث : فهذا ابن تيمية نفسه متشدّد في الجرح، فقد قال الحافظ في لسان الميزان : وجدته كثير التحامل إلى الغاية في ردّ الأحاديث التي يوردها ابن المطهر الحلي الرافضي، مصنف كتاب في فضائل عليّ رضياللهعنه .
ثمّ يقول : لكنه ردّ في ردّه كثيراً من الأحاديث الجياد التي لم يستحضر مظانّها حالة التصنيف، لأنّه كان لاتّساعه في الحفظ يتّكل على ما في صدره، والإنسان عائد للنسيان، وكم من مبالغة لتوهين كلام الرافضي أدّته أحياناً إلى تنقيص علي رضياللهعنه(١) .
قلت ـ والكلام للتهانوي ـ : وممّا ردّه ابن تيمية من الأحاديث الجياد في كتابه منهاج السنّة حديث ردّ الشمس لعليّ رضياللهعنه ، ولما رأى الطحاويّ قد حسنه وأثبته جعل يجرح الطحاوي بلسان ذلق وكلام طلق، وأيم الله، إن درجة الطحاوي في علم الحديث فوق آلاف من مثل ابن تيمية، وأين لابن تيمية أن يكون كتراب نعليه، فمثل هؤلاء المتشدّدين لا يحتجّ بقولهم
____________________
(١) لسان الميزان ٦ : ٣١٩.