وجه الحقيقة وأمثال ذلك.
وفي عام ٧٠٥ هـ استدعي من قبل الحاكم إلى مصر، وسجن فيها سنة ونصف، ثمّ أُفرج عنه، وأقام في الاسكندرية في برج على البحر، وفي الاسكندرية ركّز حملاته على الصوفيّة، وفي هذه الفترة كان على اتّصال مع أصحابه ومحبيه في دمشق عن طريق أخيه شرف الدين، والأخير كان يكاتبهمو يكاتبوه.
ومن المفارقات العجيبة في حياته أنّ أتباعه خالفوا إرشاداته ورجعوا إلى خلفيّاتهم الدينية وقناعاتهم السابقة عن الأولياء!! فكان يلقون على جنازته مناديلهم وعمائمهم للتبرك، آخذين من ماء غسله للتبرك به، وصار مدفنه في مقابر الصوفية الذي كان يضادّهم ويخالفهم في حياته، فإنّ شرّ البلية ما يضحك.
فابن تيمية كان متطرّفًا في أفكاره، شديداً على مخالفيه، ومن طالع كتبه يقرّ بما نقوله، إذ تهجم على كثير من المسلمين، وتعرّض للصحابة والتابعين بسوء ، وهذا ما ستعرفه في مطاوي هذا الكتاب. ونحن من خلال نقلنا لأقوال علماء الجمهور سنوضّح لك الحقيقة أكثر فأكثر.
أقوال العلماء فيه :
أورد المصنّف مقتطفات من أقوال العلماء من أهل نحلته كأبي الفداء (ت ٧٣٢ هـ) وأبي حيّان الأندلسي (ت ٧٤٥ هـ) والعلائي (ت ٧٦١ هـ) واليافعي (ت ٧٦٨ هـ) والسبكي (ت ٧٧١ هـ) والحصني (ت ٨٢٩ هـ) وغيرهم... ونحن هنانشير إلى ما أعرض عن ذكره المصنّف; تتميماً للفائدة وليكون القارئ على إلمام بأقوال العلماء فيه وفي أماكن اُخرى: