أمّا قوله بعدم عصمة الأنبياء من الذنوب والخطأ فصريح في صفحة ٢٢٦ وصفحة ٢٢٨ من الجزء الأوّل من منهاج السنّة (١) .
ونسب إليهم الظلم في صفحة ٢١٩ من الجزء الرابع من منهاج السنّة عند ذكره للوجه السادس من وجوه الجواب عن دعوى أن عهد الإمامة لا يصل إلى الظالم لقوله تعالى : ( لاَ يَنَالُ عَهْدِى الظَّــلِمِينَ ) (٢) (٣) .
قال : السادس : أنّه قال لموسى : ( إِنِّى لاَ يَخَافُ لَدَىَّ الْمُرْسَلُونَ * إِلاَّ مَن ظَـلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنَا بَعْدَ سُوء فَإِنِّى غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) (٤) (٥) .
فحمل الاستثناء على المتّصل.
وحكم على بعضهم بالظلم (٦) . وقد قال الله : ( وَالْكَـفِرُونَ هُمُ الظَّــلِمُونَ ) (٧) .
ثمّ قال في هذه الصفحة : ونصوص الكتاب صريحة في أنّ كلّ بني آدم لابدّ أن يتوب، وهذه المسألة متعلّقة بمسألة العصمة هل الأنبياء معصومون من الذنوب، أم لا فيحتاجون إلى التوبة، والكلام فيها مبسوط قد تقدّم (٨) . انتهى.
____________________
بعده من يستدرك خطأه بخلافهم فذلك عصمة الله تعالى منه. وقال الإمام الحقّ : إنّه لا يخطئ اجتهاده. انتهى ما في الخصائص. «منه عفي عنه».
(١) منهاج السنّة ٢ : ٣٩٤ - ٣٩٩.
(٢) سورة البقرة ٢ : ١٢٤.
(٣) منهاج الكرامة : ٢٢٠.
(٤) سورة النمل ٢٧ : ١١.
(٥و٦) منهاج السنّة ٨ : ٢٨٧.
(٧) سورة البقرة ٢ : ٢٥٤.
(٨) منهاج السنّة ٨ : ٢٨٧.