أسلافه الحشوية، ويكذب على السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، ويزعم أنّهم يقولون بمقالته، ولو أنفق ملأ الأرض ذهباً ما استطاع أن يروّج عليهم كلمة تصدّق دعواه، وتستّر بالسلف حفظاً لرئاسته والحطام الذي يجتلبه يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم، ومذهب السلف إنّما هو التوحيد والتنزيه دون التجسيم والتشبيه.
وهذا ابن زفيل (١) أحد سيئات ابن تيمية، وبلسانه يناضل وبحجته يحتج، قد حمل العوام في قصيدته النونية على تكفير كلّ من سواه وسوى طائفته.
وقد نقضـها الإمام تقي الدين السبكي بـ : السيف الصقيل في ردّ ابن زفيل (٢) .
وشهد على ابن تيمية بالكفر البراح الصريح أبو الحسن التقي السبكي كما في الفتاوى الحديثية لابن حجر المكي، وذكر فيها أنّ عقيدته كفر عند الأكثر، وضلّله هو ووصفه بأوصاف الكافرين (٣) .
وحكى في الجوهر المنظم أنّه قام عليه علماء عصره، وألزموا السلطان بقتله أو حبسه وقهره إلى أن مات (٤) .
وقال اليافعي في مرآة الجنان : إنّ العلماء ألزموا السلطان بإعلام الخاص والعام، بأنّ من كان على عقيدة ابن تيمية حلّ ماله ودمه (٥) .
أقول : وستعرف في المقصـد الأول أسماء من ضـلّله وكفّره
____________________
(١) ابن زفيل الشهير بابن القيم، سيأتي ذكره في الخاتمة ج ٢ ص ١٨٣ فراجع.
(٢) انظر معجم ما ألّفه علماء الاُمّة الإسلاميّة ضدّ الوهّابيّة : ٢١ / ١٢٨.
(٣) الفتاوى الحديثيّة : ٨٥.
(٤) الجوهر المنظم : ٢٩ - ٣٠.
(٥) مرآة الجنان ٤ : ٢٤٠.