منك. فقال له أبو جعفر : «أخبرني عن رجل نظر إلى امرأة» إلى آخر ما تقدّم ذكره (١) .
وقد أشار ابن الجوزي إلى هذا الحديث وطوله (٢) ، وقد أخذ ابن المطّهر موضع السؤال والتقسيم، فكيف يكون هذا الحديث الشريف الذي روته العلماء واعتمده الفضلاء، وهو من أكبر ما يدلّ على أنّ علم محمّد الجواد من علم آبائه وأجداده الذي لا ينزف من الأكاذيب التي لا يفرح بها إلاّ جاهل، وقد فرح به العلماء وذكروه في مناقبه، وفرح به المأمون وهو من أهل الفضل، وفرح به ابن أكثم وهو قاضي المسلين؟! لكن ابن تيميّة لشدّة بغضه لأهل البيت عليهمالسلام وحبّه الجاه والرئاسة يعمي على العامة، ولا يعبأ بالفضيحة عندالعلماء ، فإنّ كلّ من عرف العلم عرف أنّ هذا المجلس والسؤال والجواب ممّن عمره سبع سنين (٣) أو تسع (٤) أو أحد عشر سنة (٥) على اختلاف الروايات من أعظم الكرامات بحيث لو كان هذا مقروناً بدعوى الإمامة لكان برهاناً قاطعاً.
والعجب بعد هذا من ابن تيميّة حيث قال : ويحيى بن أكثم أفقه وأعلموأفضل من أن يطلب تعجيز شخص بأن يسأله عن محرم قتل صيداً (٦) ،إلى آخره .
ولم يلتفت ابن تيميّة إلى أنّ هذا السؤال من ابن أكثم كان مقدّمة
____________________
(١) الإرشاد للشيخ المفيد ٢ : ٢٨٣، وانظر من ص : ٢٧٨ إلى ص : ٢٧٩.
(٢) تذكرة الخواص : ٣٢١.
(٣) الإرشاد للشيخ المفيد ٢ : ٢٧١.
(٤) الفصول المهمّة : ٢٦٦، الإتحاف بحبّ الأشراف : ١٦٩، ينابيع المودّة ٣ : ١٢٤.
(٥) ذكره الشيخ البهائي في مفتاح الفلاح : ٤٨٦، وفيه قول آخر : عشر سنين.
(٦) منهاج السنّة النبويّة ٤ : ٦٩.