واضح لا سترة فيه ، ويشهد له إرجاعات الشارع إلى الظهورات والاحتجاجات بها ، قال الشيخ الأعظم قدسسره : ومن المعلوم بديهة أنّ طريق محاورات الشارع في تفهيم مقاصده للمخاطبين لم يكن طريقا مخترعا مغايرا لطريق محاورات أهل اللسان في تفهيم مقاصدهم. (١)
ثم إنّ الظهورات الكلامية تتحقق من ظهور المفردات والهيئات التركيبة في معانيها سواء كان ذلك بالوضع أو بالقرائن المتصلة المذكورة في الكلام أو بالقرائن الحالية المقرونة مع الكلام ، فكلّ مورد يعلم ذلك فلا كلام.
ولو شك في أنّ كلمة مستعملة في معناها الوضعى أم لا فمقتضى أصالة الحقيقة هو استعمالها فيه ، فيتحقق الظهور في المعنى الموضوع له بأصالة الحقيقة. ولو شك في وجود القرينة على خلافه وعدمه ، فمقتضى أصالة عدم القرينة هو العدم ، فهنا يتحقق الظهور في المعنى الموضوع بأصالة عدم وجود القرينة على إرادة الخلاف.
ولو شك في حدود المعاني المفردة والمركبة من تخصيصها أو تقييدها فمقتضى أصالة العموم أو الاطلاق أو أصالة عدم التخصيص والتقييد هو العموم والاطلاق فيتحقق الظهور في العموم والاطلاق بتلك الاصول.
ولو احتمل الخطأ والاشتباه والسهو والنسيان فمقتضى أصالة عدم هذه الامور هو تحقق الظهور.
ولكن بعد وجود هذه الظهورات سواء حصلت بالقرائن أو الاصول المذكورة وكونها مرادة بالإرادة الاستعمالية يقع السؤال عن كونها مرادة بالإرادة الجدّية وعدمه؟ ومقتضى أصالة تطابق الإرادة الاستعمالية مع الإرادة الجدّية هي إرادتها جدا ، وهي أصل عقلائى يعتمد عليه العقلاء في محاوراتهم.
فتحصّل : أنّ أصالة الحقيقة وأصالة عدم القرينة وأصالة الإطلاق والعموم وأصالة
__________________
(١) فرائد الاصول : ٣٦.