شروطها ، فكما أنّ القيود والشروط من نفس الكتاب مقدمة على إطلاق الآيات الظاهرة ، فكذلك القيود والشروط الآتية في سنة النبيّ صلىاللهعليهوآله أو روايات اهل البيت عليهمالسلام بعد حجيّة كلامهم بنص قوله صلىاللهعليهوآله : «إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلّوا ابدا»
ومما ذكر ينقدح أنّ الظهورات القرآنيّة كسائر الظهورات في الحجيّة بعد ملاحظة ما ورد في نفس الكتاب أو السنة أو الأحاديث في بيان المراد الجدّى منها.
ومن هذه الجهة لا فرق بين ظهورات الكتاب وغيرها. والشاهد على ذلك هو الإرجاع إلى الكتاب في غير واحد من هذه الأخبار.
ومنها الأخبار الدالة على أنّ القرآن يحتوي على مضامين شامخة ومطالب غامضة عالية لا يكاد تصل إليها أيدي أفكار اولي الانظار غير الراسخين العالمين بتأويله.
ففي خطبة مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام : أنّ علم القرآن ليس يعلم ما هو إلّا من ذاق طعمه ، فعلم بالعلم جهله وبصر به عماه وسمع به صممه وأدرك به ما قد فات وحيّ به بعد إذ مات ، فاطلبوا ذلك من عند أهله وخاصّته ، فإنّهم خاصّة نور يستضاء به وأئمّة تقتدى بهم ، هم عيش العلم وموت الجهل ، وهم الذين يخبركم حلمهم عن علمهم وصمتهم عن منطقهم وظاهرهم عن باطنهم ، لا يخالفون الحق ، ولا يختلفون فيه. (١)
وفي خبر ابن عباس قال : قال رسول صلىاللهعليهوآله في خطبة : إنّ عليا هو أخي ووزيري وهو خليفتي وهو المبلّغ عنّي ، إن استرشدتموه أرشدكم ، وإن اتبعتموه نجوتم ، وإن خالفتموه ضللتم ، إنّ الله انزل عليّ القرآن وهو الذى ومن خالفه ضلّ ومن يبتغي علمه عند غير علي هلك. (٢)
وفي خبر المعلّى بن خنيس قال : أبو عبد الله عليهالسلام في رسالة : فأمّا ما سألت عن القرآن فذلك
__________________
(١) الوسائل الباب ١٣ من ابواب صفات القاضى ، ح ٢٦.
(٢) الوسائل الباب ١٣ من ابواب صفات القاضى ، ح ٢٩.