وفي خبر أبى بصير قال : قال أبو جعفر عليهالسلام نحن الراسخون في العلم ، ونحن نعلم تأويله. (١)
وفي خبر عبد الرحيم عن أبى جعفر عليهالسلام قال : إنّ هذا العلم انتهى إليّ في القرآن ، ثم جمع أصابعه ، ثم قال : بل هو آيات بيّنات في صدور الذين اوتوا العلم. (٢)
إلى غير ذلك من الروايات الدالة على أنّ المعاني الشامخة التي للقرآن تكون عند النبي وأهل بيته عليهمالسلام ، ولا يمكن تناولها إلّا بهم.
ويمكن الجواب عنه بأنّ اشتمال القرآن على المضامين العالية الغامضة واختصاص علمها بالراسخين في العلم ولزوم الرجوع إليهم في التفسير والتأويل لا ينافي وجود ظواهر فيه بالنسبة إلى الأحكام وغيرها وحجيتها ، هذا مضافا إلى أنّ علو المضامين لا ينافي فهم بعض مراتبها للعموم وإن اختص فهم كنهها بهم عليهمالسلام.
قال السيد المحقق البروجردي قدسسره : إنّ القرآن وإن اشتمل على المطالب العالية ولكنه لمّا كان منزلا لهداية الناس وإرشادهم إلى ما فيه صلاحهم نزل على أسلوب عجيب ، فيفيد هذه المطالب العالية كل من عرف اللغة العربية. وهذا أحد وجوه إعجازه ، وقياسه بكلمات الأوائل والفلاسفة قياس مع الفارق ؛ فإنّ الفلاسفة لم يصنّفوا كتبهم لعامّة الناس يستفيد منها كل أحد ، ولم يكونوا بصدد إصلاح عامّة الناس وهدايتهم وإرشادهم ، بل قصدوا بذلك بيان ما وصل إليه افكارهم حتى يطلع عليها العارف باصطلاحاتهم. (٣)
على أنّ الإرجاعات الواردة في الروايات إلى ظواهر القرآن مما يشهد على أنّ ظواهر القرآن حجة وإن كان القرآن مشتملا على الحقائق الغامضة التي لا يصل فهم الناس إليها من دون أخذ علمها من الأئمة الطاهرين عليهمالسلام.
وايضا جعل تمام القرآن غامضا ومشكلا لا يساعد كون القرآن عربيا مبينا مع أنّ القرآن
__________________
(١) الوسائل الباب ١٣ من ابواب صفات القاضى ، ح ٥٣.
(٢) الوسائل الباب ١٣ من ابواب صفات القاضى ، ح ٥٦.
(٣) نهاية الاصول : ٤٨.