وقال السيد المحقق البروجردي قدسسره : من الواضحات أنّ المسلمين كانوا يهتمّون بحفظ القرآن وكان من أهمّ الامور عندهم حفظه وتلاوته. وقد ورد عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أخبار في ثواب تلاوة جميعه أو بعض سوره وفي بيان خواصها. وقد روي حكاية قراءة «معاذ» حين إمامته سورة البقرة في صلاته فيظهر من ذلك أنّه كان في زمان الرسول صلىاللهعليهوآله منظّمة مسوّرة محفوظة للمسلمين فكيف يمكن وقوع التحريف فيه بمرآهم ومنظرهم مع كمال عنايتهم به بكثرتهم.
نعم لو كان القرآن مكتوبا في أوراق خاصة من دون أن يكون للمسلمين اطلاع تفصيلي عليه لأمكن تضييعه. هذا مع أنّه ورد في الخطب والروايات لا سيّما خطب نهج البلاغة التحريص والترغيب على العمل بالقرآن وحفظه وتعظيمه وبيان شأنه فلو كان محرّفا لما صدرت عنهم هذه الأخبار الكثيرة في شأنه. (١)
ولذلك صرح أعاظم الأصحاب من السلف إلى الخلف بأنّ القرآن محفوظ من دون نقص وزيادة.
منهم الصدوق شيخ المحدثين المعتني بالروايات حيث قال في كتاب الاعتقاد ، اعتقادنا أنّ القرآن الذي أنزله الله على نبيّه صلىاللهعليهوآله هو ما بين الدفّتين وليس بأكثر من ذلك ومن نسب إلينا أنّا نقول إنّه أكثر من ذلك فهو كاذب.
ومنهم السيد المرتضى حيث قال إنّ من خالف في ذلك من الإمامية والحشوية لا يعتد بخلافهم فإنّ الخلاف فى ذلك مضاف إلى قوم من اصحاب الحديث نقلوا أخبارا ضعيفة ظنّوا صحتها.
ومنهم الشيخ الطوسي قدسسره حيث قال في أوّل التبيان أمّا الكلام في زيادته ونقصه فممّا لا يليق به أيضا لأنّ الزيادة فيه مجمع على بطلانها والنقصان فالظاهر أيضا من مذهب المسلمين خلافه وهو الأليق بالصحيح من مذهبنا وهو الّذي نصره المرتضى وهو الظاهر
__________________
(١) نهاية الاصول : ١ / ٤٨٢.