لأنّ كلّ صلاة نقص سجودها من أربع سجدات لا تكون صلاة ، لأنّ أقلّ الفرض من السجود في الصلاة لا يكون إلاّ على أربع سجدات.
فإن قال : فلِمَ لم يجعل بدل الركوع سجوداً ؟
قيل : لأنّ الصلاة قائماً أفضل من الصلاة قاعداً ، ولأنّ القائم يرى الكسوف (١) والانجلاء والساجد لا يرى.
فإن قال : فلِمَ غيّرت عن أصل الصلاة التي قد افترضها الله عزوجل ؟
قيل : لأنّها صلاة لعلّة تغيّر أمر من الاُمور وهو الكسوف ، فلمّا تغيّرت العلّة تغيّر المعلول.
فإن قال : فلِمَ جعل يوم الفطر العيد ؟
قيل : لأن يكون للمسلمين مجمعاً يجتمعون فيه ، ويبرزون لله تعالى فيحمدونه على ما منَّ عليهم فيكون يوم عيد ويوم اجتماع ، ويوم فطر ويوم زكاة ويوم رغبة ويوم تضرّع ؛ ولأنّه أوّل يوم من السنة يحلّ فيه الأكل (والشرب) (٢) ؛ لأنّ أوّل شهور السنة عند أهل الحقّ شهر رمضان فأحبّ الله تعالى أن يكون لهم في ذلك اليوم مجمع يحمدونه فيه ويقدّسونه.
فإن قال : فلِمَ جعل التكبير فيها أكثر منه في غيرها من الصلاة ؟
قيل : لأنّ التكبير إنّما هو تعظيم لله وتحميد على ما هدى وعافى ، كما قال الله عزوجل : ( وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) (٣) .
__________________
(١) ورد في حاشية «ج ، ل» : أي آثاره من ضوء الشمس والقمر.
(٢) ما بين القوسين لم يرد فيما عدا «ج ، ل» من النُّسَخ.
(٣) سورة البقرة ٢ : ١٨٥.