ذلك الصعيد ببعض الكفّ ولايعلق ببعضها ، ثمّ قال : ( مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَج ) (١) ، والحرج : الضيق» (٢) .
- ١٩١ -
باب العلّة التي من أجلها تُوضّأ الجوارح الأربع دون غيرها
[ ٤٦٨ / ١ ] حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رحمهالله ، قال : حدّثنا عليّ ابن الحسين السعد آبادي ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن أبيه ، عن فضالة ، عن الحسين بن أبي العلاء ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : «جاء نفر من اليهود إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فسألوه عن مسائل ، فكان فيما سألوه : أخبرنا يامحمّد لأيّ علّة تُوضّأ هذه الجوارح الأربع وهي أنظف المواضع في الجسد ؟
فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : لمّا أن وسوس الشيطان إلى آدم دنا من الشجرة ونظر إليها ذهب ماء وجهه ، ثمّ قام ومشى إليها وهي أوّل قدم مشت إلى الخطيئة ، ثمّ تناول بيده منها ممّا عليها فأكل فطار الحليّ والحلل عن جسده فوضع آدم يده على أُمّ رأسه وبكى ، فلمّا تاب الله عليه فرض عليه وعلى ذرّيّته غسل هذه الجوارح الأربع ، وأمره بغسل الوجه لمّا نظر إلى الشجرة وأمره بغسل اليدين إلى المرفقين لمّا تناول منها ، وأمره بمسح الرأس لمّا وضع يده على أُمّ رأسه ، وأمره بمسح القدمين لمّا مشى بهما إلى
__________________
(١) سورة المائدة ٥ : ٦.
(٢) ذكره المصنّف في مَنْ لا يحضره الفقيه ١ : ١٠٣ ١٠٤ / ٢١٢ ، وأورده الطوسي في التهذيب ١ : ٦١ / ١٦٨ ، والاستبصار ١ : ٦٢ ٦٣ / ١٨٦ ، والكليني في الكافي ٣ : ٣٠ / ٤ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٨٠ : ٢٨٩ / ٤٦.