في شيء أمَره به ، وفرغ صلوات الله عليه ، إذ خلّص نفسه من الإيجاب عليها الائتمار له عن أن يتّخذ (١) على المؤمنين الذين هم على الحقيقة مؤمنون ، وهُم الذين كتب في قلوبهم الإيمان ؛ ولأنّ (٢) هذه الطبقة لم يعتقدوا إمارته و وجوب طاعته على أنفسهم ، ولأنّ (٣) الحسن عليهالسلام أمير البررة ، وقاتل الفجرة ، كما قال النبيّ صلىاللهعليهوآله لعليٍّ (٤) عليهالسلام : «عليٌّ أمير البررة ، وقاتل الفجرة» فأوجب صلىاللهعليهوآله أنّه ليس لبرّ من الأبرار أن يتأمّر عليه ، وأنّ التأمير على أمير الأبرار ليس ببرّ ، هكذا يقتضي مراد رسول الله صلىاللهعليهوآله .
ولو لم يشترط الحسن بن عليّ عليهالسلام على معاوية هذه الشروط وسمّاه أمير المؤمنين وقد قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «قريش أئمّة الناس ، أبرارها لأبرارها ، وفجّارها لفجّارها» وكلّ من اعتقد من قريش أنّ معاوية إمامه بحقيقة الإمامة من الله عزوجل اعتقد الائتمار له وجوباً عليه ، فقد اعتقد وجوب اتّخاذ مال الله دولاً (٥) وعباده خولاً (٦) ودينه دخلاً (٧) وترك أمر الله إيّاه إن كان مؤمناً ،
__________________
(١) ورد في حاشية «ج ، ل» : أي لمّا خلّص عليهالسلام نفسه عن البيعة فرغ عن أن تتّخذ بيعة الشقي على المؤمنين ؛ لأنّ بيعتهم كانت تابعاً لبيعته عليهالسلام . (م ق ر رحمهالله ).
(٢) ورد في حاشية «ج ، ل» : علّة اُخرى لعدم الاتّخاذ. (م ق ر رحمهالله ).
(٣) ورد في حاشية «ج ، ل» : علّة لعدم كونه أميراً على الحسين. (م ق ر رحمهالله ).
(٤) في المطبوع زيادة : أميرالمؤمنين.
(٥) ورد في حاشية «ج ، ل» : فيه : اتّخذوا الفيء دُوَلاً بضمّ دال وفتح واو جمع دُوْلة بالضمّ والسكون يتداول من المال ، أي يتداولون الفيء ولا يجعلون لغير هم نصيباً فيه.شرح الشفا.
(٦) ورد في حاشية «ج ، ل» : إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين كان عباد الله خولاً ، أي خدماًوعبيداً ، يعني يستخدمونهم ويستعبدونهم ، «مجمع - البحار». مجمع البحرين ٥ : ٣٦٧ / خول ، بحار الأنوار ٤٤ : ١٧.
(٧) ورد في حاشية «ج ، ل» : الدخل بالحركة العيب والغشّ والفساد ، يعني كان إيمانه متزلزلاً ، وعنه إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين كان دين الله دخلاً ، وحقيقته