جعفر عليهماالسلام عن قوم خرجوا في سفر لهم ، فلمّا انتهوا إلى الموضع الذي يجب عليهم فيه التقصير قصّروا ، فلمّا أن صاروا على رأس فرسخين أوثلاثة أو أربعة فراسخ تخلّف عنهم رجل لا يستقيم لهم السفر إلاّ بمجيئه إليهم ، فأقاموا على ذلك أيّاماً لا يدرون هل يمضون في سفرهم أوينصرفون ، هل ينبغي لهم أن يتمّوا الصلاة أو يقيموا على تقصيرهم ؟
فقال : «إن كانوا بلغوا مسيرة (١) أربعة فراسخ ، فليقيموا على تقصيرهم أقاموا أم انصرفوا ، وإن ساروا أقلّ من أربعة فراسخ ، فليتمّوا الصلاة ما أقاموا ، فإذا مضوا فليقصّروا».
ثمّ قال عليهالسلام : «وهل تدري كيف صارت هكذا ؟ » قلت : لا أدري.
قال : «لأنّ التقصير في بريدين ، ولا يكون التقصير في أقلّ من ذلك ، فلمّا كانوا قد ساروا بريداً وأرادوا أن ينصرفوا بريداً ، كانوا قد ساروا سفر التقصير ، وإن كانوا قد ساروا أقلّ من ذلك لم يكن لهم إلاّ إتمام الصلاة».
قلت : أليس قد بلغوا الموضع الذي لا يسمعون فيه أذان مصرهم الذي خرجوا منه ؟
قال : «بلى ، إنّما قصّروا في ذلك الموضع ؛ لأنّهم لم يشكّوا في سيرهم ، وأنّ السير سيجدّ بهم في السفر ، فلمّا جاءت العلّة في مقامهم
__________________
(١) ورد في هامش «ج ، ل» : والحاصل : أنّ منتظر الرفقة متى كان في محلٍّ يسمع فيه أذان بلده أو يرى جداره يتمّ مطلقاً ؛ لعدم شرط القصر ، وبعد تجاوزه يقصّر ، إلاّ أن يكون قبل بلوغ مسافة ويعلّق سفره عليها ، ولا يعلم ولا يظنّ مجيئها ، كما مرّ ، فإنّه يتمّ حينئذ ؛ لرجوعه عن الجزم بالسفر إن كان الانتظار طارئاً ، ولو كان ذلك في نيّته من أوّل السفر بقي على التمام إلى أن يجدّد السفر بعد مجيئها. شرح الإرشاد (روض الجنان في شرح الإرشاد)٢ : ١٠٤٧.