واحد حوّلت بياضه سواداً ؟ !
فنادى مناد من السماء : صُمْ لربّك اليوم ، فصام فوافق يوم الثالث عشر من الشهر فذهب ثُلث السواد ، ثمّ نودي يوم الرابع عشر : أن صُمْ لربّك اليوم ، فصام فذهب ثُلثا السواد ، ثمّ نودي يوم الخامس عشر بالصيام ، فصام فأصبح وقد ذهب السواد كلّه ، فسُمّيت أيّام البيض للّذي ردّ الله عزوجل فيه على آدم من بياضه ، ثمّ نادى مناد من السماء : يا آدم ، هذه الثلاثة أيّام جعلتها لك ولولدك مَنْ صامها في كلّ شهر فكأنّما صام الدهر».
قال جميل : قال أحمد بن عبدالواحد : وسمعت أحمد بن شيبان البرمكي يقول : وزاد الحميدي في الحديث : «فجلس آدم عليهالسلام جلسة القُرفصاء (١) ورأسه بين ركبتيه كئيباً حزيناً ، فبعث الله تبارك وتعالى إليه جبرئيل فقال : يا آدم ، ما لي أراك كئيباً حزيناً ؟ قال : لاأزال كئيباً حزيناً حتّى يأتي أمر الله ، قال : فإنّي رسول الله إليك وهو يقرئك السلام ويقول : ياآدم ، حيّاك الله وبيّاك (٢) ، قال : أمّا حيّاك الله فأعرفه ، فما بيّاك ؟ قال : أضحكك ، قال : فسجد آدم ، فرفع رأسه إلى السماء وقال : ياربّ زِدْني جمالاً ، فأصبح وله لحية سوداء كالحُمَم (٣) ، فضرب بيده إليها ، فقال :
__________________
(١) ورد في هامش «ج ، ل» : هي جلسة المحتبي بيديه. النهاية لابن الأثير ٤ : ٤٢ / قرفص.
(٢) ورد في هامش «ج ، ل» : في حديث آدم أنّه استحرم بعد موت ابنه مائة سنة فلم يضحك حتّى جاءه جبرئيل عليهالسلام فقال : حيّاك الله وبيّاك ، قيل : هو اتّباع ل«حيّاك» وقيل : معناه أضحكك. وقيل : عجّل لك ما تحبّ. وقيل : اعتمدك بالملك. وقيل : تغمَّدك بالتحيّة . وقيل : أصله بوَّأك مهموزاً ، فخُفّف وقُلب ، أي أسكنك منزلاً في الجنّةوهيّأك له. النهاية في غريب الحديث والأثر ١ : ١٧٣ / بيا.
(٣) ورد في هامش «ج ، ل» : الحُمم -كصُرد - : الفحم ، واحدته بهاء ، وحمّم : سخّم الوجه به ، والغلام : بَدَتْ لحيته. القاموس المحيط ٤ : ٤٤.