بيده» ثمّ قال : «واليد القوّة ، وليس بحيث تذهب إليه المشبّهة ، ثمّ قال لها : كوني قلماً ، ثمّ قال له : اكتب ، فقال له : يا ربّ وما أكتب ؟ قال : اكتب ماهو كائن إلى يوم القيامة ، ففَعَل ذلك ، ثمّ ختم عليه وقال : لا تنطقنّ إلى يوم الوقت المعلوم» (١) .
[ ٨٥٥ / ٣ ] حدّثنا أبي رضياللهعنه ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن حديد ، عن ابن أبي عمير ، عن بعض أصحابنا ، عن أحدهما عليهماالسلام أنّه سئل عن ابتداء الطواف ، فقال : «إنّ الله تبارك وتعالى لمّا أراد خلق آدم عليهالسلام قال للملائكة : ( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ) ، فقال ملكان من الملائكة : ( أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ) (٢) فوقعت الحجب فيما بينهما وبين الله عزوجل ، وكان تبارك وتعالى نوره (٣) ظاهراً للملائكة ، فلمّا وقعت الحجب بينه وبينهما علما أنّه قدسخط قولهما ، فقالا للملائكة : ما حيلتنا وما وجه توبتنا ؟ فقالوا : ما نعرف لكما من التوبة إلاّ أن تلوذا بالعرش ، قال : فلاذا بالعرش حتّى أنزل الله عزوجل توبتهما ورفعت الحجب فيما بينه وبينهما ، وأحبّ الله تبارك وتعالى أن يُعبد بتلك العبادة ، فخلق الله البيت في الأرض ، وجعل على العباد الطواف حوله ، وخلق البيت المعمور في السماء يدخله كلّ يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه إلى يوم القيامة» (٤) .
__________________
(١) نقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٥٧ : ٣٦٧ - ٣٦٨ / ٤.
(٢) سورة البقرة ٢ : ٣٠.
(٣) ورد في حاشية «ج ، ل» : النور المعنوي لأرواحهم ، أو النور المخلوق له تعالى الدالّ على عظمته وقدرته لأبصارهم. (م ق ر رحمهالله ).
(٤) نقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ١١ : ١٠٩ / ٢٣ ، و٩٩ : ٣١ / ٦.