أبوالحسن عليهالسلام وليس من قوّامه أحد إلاّ وعنده المال الكثير ، فكان (١) سبب وقفهم وجحودهم لموته ، وكان عند زياد القندي سبعون ألف دينار ، وعند عليّ بن أبي حمزة ثلاثون ألف دينار ، قال : فلمّا رأيت ذلك وتبيّن الحقّ ، وعرفت من أمر أبي الحسن الرضا عليهالسلام ما علمت تكلّمت ودعوت الناس إليه.
قال : فبعثا إليَّ وقالا لي : ما يدعوك إلى هذا إن كنت تريد المال فنحن نغنيك (٢) وضمنا لي عشرة آلاف دينار ، وقالا لي : كفّ ، فأبيت وقلت لهم : إنّا روينا عن الصادقين عليهمالسلام أنّهم قالوا : «إذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يظهر علمه ، فإن لم يفعل سلب منه نور الإيمان» ، وما كنت لأدع الجهاد في أمر الله على كلّ حال ، فناصباني وأضمرا لي العداوة (٣).
[ ٤٢٧ / ٢ ] وبهذا الإسناد عن محمّد بن جمهور ، عن أحمد بن حمّاد ، قال : أحد القوّام عثمان بن عيسى وكان يكون بمصر ، وكان عنده مال كثير وستّة جواري ، قال : فبعث إليه أبو الحسن الرضا عليهالسلام فيهم وفي المال ، قال : فكتب إليه : إنّ أباك لم يمت.
قال : فكتب إليه : «إنّ أبي قد مات ، وقد اقتسمنا ميراثه ، وقد صحّت الأخبار بموته» واحتجّ عليه فيه.
قال : فكتب إليه : إن لم يكن أبوك مات فليس لك من ذلك شيء ، وإن كان قد مات على ما تحكي فلم يأمرني بدفع شيء إليك ، وقد أعتقت
__________________
(١) في المطبوع زيادة : ذلك.
(٢) في «ج ، ل ، ح ، ن» : نعينك.
(٣) ذكره المصنّف في عيون الأخبار ١ : ١٤٣ / ٢ ، الباب ١٠ ، وأورده الطوسي في كتاب الغيبة : ٦٤ / ٦٦ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٤٨ : ٢٥٢ / ٢.