خالد البرقي ، قال : أخبرني (١) الريّان بن شبيب خال المعتصم أخو ماردة أنّ المأمون لمّا أراد أن يأخذ البيعة لنفسه بإمرة المؤمنين ولأبي الحسن عليّ ابن موسى الرضا عليهالسلام بولاية العهد وللفضل بن سهل بالوزارة ، أمر بثلاثة كراسي تنصب لهم ، فلمّا قعدوا عليها أذن للناس فدخلوا يبايعون ، فكانوا يصفّقون بأيمانهم على أيمان الثلاثة من أعلى الإبهام إلى أعلى الخنصر ، ويخرجون حتّى بايع آخر الناس فتى من الأنصار ، فصفق بيمينه من الخنصر إلى أعلى الإبهام ، فتبسّم أبو الحسن عليهالسلام ثمّ قال : «كلّ من بايعنا بايع بفسخ البيعة غيرهذا الفتى ؛ فإنّه بايعنا بعقدها».
فقال المأمون : وما فسخ البيعة من عقدها ؟
قال أبو الحسن عليهالسلام : «عقد البيعة هو من أعلى الخنصر إلى أعلى الإبهام ، وفسخها من أعلى الإبهام إلى أعلى الخنصر».
قال : فماج (٢) (٣) الناس في ذلك وأمر المأمون بإعادة الناس إلى البيعة على ما وصفه أبو الحسن عليهالسلام ، وقال الناس : كيف يستحقّ الإمامة من لايعرف عقد البيعة ، إنّ مَنْ علم لأولى بها ممّن لا يعلم ، قال : فحمله ذلك على مافَعَله من سمّه (٤) .
[ ٤٣٣ / ٢ ] حدّثنا الحسين (٥) بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدّب ،
__________________
(١) في المطبوع : أخبرنا.
(٢) في حاشية «ج ، ل» ، عن نسخة : فحاجّ.
(٣) ورد في حاشية «ج ، ل» : قيل : ماج الناس : إذا اختلفت أُمورهم واضطربت. المصباح المنير : ٥٨٥ / ماج.
(٤) ذكره المصنّف في العيون ٢ : ٤٤٣ / ٢ ، الباب ٥٩ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٤٩ : ١٤٤ / ٢١.
(٥) في «ج ، ل ، ش» : الحسن.