بعض الموارد بندرة ذلك واستبعاد الإسناد لتباعد أزمنة الرواة ، فيكون مظنّة الإرسال والحوالة على نظر المجتهد.
ومنها : إن يرسل أحد الراويين فيحذف الواسطة ويسند الآخر روايته ، فإنّ المحذوف يحتمل أن يكون توثيق المرسل له معارضا بجرح جارح ، وهذا الاحتمال منفي في الآخر ، وهذا إذا كان المرسل ممّن تقبل مراسيله ، وإلّا فلا يعارض المسند رأسا ، وظاهر الشيخ في العدّة تكافؤ المرسل المقبول والمسند ، ولم يعلم وجهه.
____________________________________
لأنه كلّما قلّت الواسطة كان احتمال الكذب أقلّ ، وقد يعارض في بعض الموارد بندرة ذلك واستبعاد الإسناد لتباعد أزمنة الرواة.
حاصل الكلام في المقام على ما في شرح الاستاذ الاعتمادي أنّ الخبر الوارد بواسطتين مثلا قد يعلم فيه طول عمر الراوي الأوّل أو الثاني وتمكّنهما من المشافهة ، وحينئذ يكون علوّ الإسناد من المرجّحات ، وقد لا يعلم ذلك ، وحينئذ يكون علوّ الإسناد موهونا بأمرين :
أحدهما : ندرة علوّ الإسناد ؛ لأن أكثر أخبارنا وردت بوسائط كثيرة.
ثانيهما : استبعاد الإسناد لبعد زماني الراويين.
فيكون مظنّة الإرسال ، فتعارض جهة علوّ الإسناد مع جهة الظنّ بالإرسال والحوالة من حيث تأييد إحدى الجهتين على نظر المجتهد.
ومنها : إن يرسل أحد الراويين فيحذف الواسطة ويسند الآخر روايته ، فإنّ المسند أرجح من المرسل ؛ لأن المحذوف يحتمل أن يكون توثيق المرسل له بلفظ اسم الفاعل معارضا بجرح جارح.
حاصله على ما في شرح الاستاذ الاعتمادي أنّ الراوي إذا حذف الواسطة فحذفه توثيق له ؛ لأن المفروض أنّه لا يرسل إلّا عن ثقة ، كما يأتي في قوله : هذا إذا كان المرسل ... إلى آخره ، إلّا أنّه من المحتمل أن يكون المحذوف مجروحا عند آخر.
وهذا الاحتمال منفي في الآخر لوضوح حال رواته.
وهذا إذا كان المرسل ممّن تقبل مراسيله ، بأن يعلم أنّه لا يرسل إلّا عن ثقة كابن عمير.
وإلّا فلا يعارض المسند رأسا ؛ لعدم اعتبار مثل هذا المرسل.
وظاهر الشيخ في العدّة تكافؤ المرسل المقبول والمسند ، ولم يعلم وجهه.