الحال بعدها وامتناعها من الصرف ، وهذه هي المعبّر عنها بأعلام الاجناس ، وذلك مثل اسامة وثعالة وذؤالة.
والبحث في المقام عمّا هو الموضوع له علم الجنس ، وفي ذلك اتّجاهان :
الاتّجاه الأوّل : وهو ما ذهب إليه المشهور ، وحاصله انّ علم الجنس لا يختلف فيما هو الموضوع له عن اسم الجنس ، فكلاهما موضوع للطبيعة أو قل الماهيّة المهملة إلاّ انّ الفرق بينهما انّ علم الجنس ليس موضوعا للماهيّة المهملة من تمام الجهات كما هو الحال في اسم الجنس بل هو موضوع للماهيّة المتعيّنة بالتعيّن الذهني ، أي للماهيّة المهملة بشرط تعيّنها في الذهن ، فالتعيّن مأخوذ فيما هو الموضوع له علم الجنس.
والمقصود من انّ علم الجنس موضوع للماهيّة المتعيّنة في الذهن أحد احتمالين :
الاحتمال الاول : انّ علم الجنس موضوع لمعنى اسمي موجود في الذهن ، وعلى حدّ تعبير بعضهم انّه موضوع للحقيقة الذهنيّة ، وعلى هذا يكون علم الجنس موضوعا لمعقول من المعقولات الثانويّة ـ كمفهوم الكلّي ومفهوم العليّة ـ والذي ليس له ما بإزاء في الخارج.
وبتعبير آخر : انّ علم الجنس موضوع للصورة الذهنيّة المتعيّنة في وعاء الذهن ، إذ انّ الصورة الذهنيّة إذا اخذ التعيّن الذهني قيدا أو جزء فيها فهذا معناه أن تكون ملحوظة بما هي موجودة في الذهن ، وهذا ما فهمه صاحب الكفاية رحمهالله من كلام المشهور.
وأورد عليه بأن ذلك يلزم منه عدم امكان حملها وانطباقها على الأفراد الخارجيّة ، إذ انّ المفهوم إذا لوحظ على انّه موجود في الذهن لا يمكن انطباقه على ما في الخارج إلاّ بنحو العناية ، بأن يجرّد عن خصوصيّاته الذهنيّة ، وهو خلاف ما نجده من عدم بذل هذه العناية عند حمل علم الجنس على أفراده الخارجيّة.
الاحتمال الثاني : انّ علم الجنس موضوع للإشارة الى ما هو متعيّن ومتحدّد في الذهن في مرتبة سابقة ، كما