ثُمَّ أَحْياهُمْ » فقال إن هؤلاء أهل مدينة من مدائن الشام وكانوا سبعين ألف بيت
______________________________________________________
بني إسرائيل فروا من طاعون وقع بأرضهم عن الحسن ، وقيل : فروا من الجهاد وقد كتب عليهم عن الضحاك ومقاتل ، واحتجا بقوله عقيب الآية « وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ ».
وقيل : هم قوم حزقيل وهو ثالث خلفاء بني إسرائيل بعد موسى عليهالسلام ، وذلك أن القيم بأمر بني إسرائيل بعد موسى عليهالسلام كان يوشع بن نون ثم كالب بن يوفنا ثم حزقيل وقد كان يقال له ابن العجوز وذلك أن أمه كانت عجوزا فسألت الله الولد وقد كبرت وعقمت فوهبه الله سبحانه لها.
وقال الحسن : هو ذو الكفل ، وإنما سمي حزقيل ذو الكفل لأنه كفل سبعين نبيا نجاهم من القتل ، وقال لهم : اذهبوا فإني إن قتلت كان خيرا من أن تقتلوا جميعا فلما جاء اليهود وسألوا حزقيل عن الأنبياء السبعين ، فقال : إنهم ذهبوا ولا أدري أين هم ومنع الله سبحانه ذا الكفل منهم « وَهُمْ أُلُوفٌ ».
أجمع أهل التفسير على أن المراد بألوف هنا كثرة العدد ، إلا ابن زيد فإنه قال : معناه خرجوا مؤتلفي القلوب لم يخرجوا عن تباغض ، فجعله جمع آلف مثل قاعد وقعود ، وشاهد وشهود ، واختلف من قال : المراد به العدد الكثير ، فقيل : كانوا ثلاثة آلاف عن عطاء الخراساني وقيل : ثمانية آلاف عن مقاتل ، والكلبي.
وقيل : عشرة آلاف عن ابن روق ، وقيل : بضعة وثلاثين ألفا عن السدي ، وقيل : أربعين ألفا عن ابن عباس وابن جريح ، وقيل : سبعين ألفا عن عطاء بن أبي رباح ، وقيل : كانوا عدا كثيرا عن الضحاك.
والذي يقضي به الظاهر أنهم كانوا أكثر من عشرة آلاف ، لأن بناء فعول للكثرة وهو ما زاد على العشرة وما نقص عنها يقال فيه عشرة آلاف ، ولا يقال فيه عشرة ألوف.
« حَذَرَ الْمَوْتِ » أي من خوف الموت « فَقالَ لَهُمُ اللهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ » قيل