تنازعون في تهامة فقال إن كنتم أثخنتم القوم وإلا فاركبوا أكتافهم فقال فجيء بالعباس فقيل له افد نفسك وافد ابن أخيك فقال يا محمد تتركني أسأل قريشا في كفي فقال
______________________________________________________
وأضعفته (١) قوله عليهالسلام : « وإلا فاركبوا أكتافهم » أي اتبعوهم وشدوا خلفهم وإن أثخنتموهم فخلوهم ، وقيل : القائل النبي صلىاللهعليهوآله وركوب الأكتاف كناية عن شدة وثاقهم ، أي إن ضعفوا بالجراحات ، فلا يقدرون على الهرب فخلوهم ، وإلا فشدوهم لئلا يهربوا وتكونوا راكبين على أكتافهم ، أي مسلطين عليهم.
قوله صلىاللهعليهوآله : « ابن أخيك » أي عقيلا وفي بعض النسخ « ابني أخيك » أي بني أخويك نوفلا وعقيلا.
قال ابن أبي الحديد : قال محمد بن إسحاق : فلما قدم بالأسارى إلى المدينة قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : افد نفسك يا عباس وابني أخويك عقيل بن أبي طالب ، ونوفل ابن الحرث بن عبد المطلب ، وحليفك عقبة بن عمرو ، فإنك ذو مال ، فقال العباس : يا رسول الله إني كنت مسلما ولكن القوم استكرهوني ، فقال صلىاللهعليهوآله : الله أعلم بإسلامك إن يكن ما قلت حقا ، فإن الله يجزيك به ، وأما ظاهر أمرك فقد كنت علينا ، فافتد نفسك ، وقد كان رسول الله أخذ منه عشرين أوقية من ذهب أصابها معه حين أسر ، فقال العباس : يا رسول الله احسبها لي من فدائي ، فقال صلىاللهعليهوآله : ذلك شيء أعطانا الله منك. فقال : يا رسول الله فإنه ليس لي مال ، قال : فأين المال الذي وضعته بمكة حين خرجت عند أم الفضل بنت الحارث ، وليس معكما أحد ثم قلت إن أصبت في سفري هذا فللفضل كذا وكذا ، ولعبد الله كذا وكذا ولقثم كذا وكذا ، فقال العباس : والذي بعثك بالحق يا رسول الله ما علم بهذا أحد غيري وغيرها ، وإني لا علم أنك رسول الله صلىاللهعليهوآله ثم فدى نفسه وابني أخويه وحليفه (٢)
__________________
(١) الصحاح : ج ٥ ص ٢٠٨٧.
(٢) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ١٤ ص ١٨٣ ـ ١٨٤.