رجل ، عن أبي جعفر عليهالسلام « لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ » لم تبد لكم « إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ » (١)
______________________________________________________
قوله عليهالسلام : « لم تبد لكم » ظاهره أنه كانت هذه الزيادة في مصحفهم عليهمالسلام ، ويحتمل أن يكون ذكرها للتفسير ، واختلف في سبب نزولها فقيل : سأل الناس رسول الله حتى أحفوه بالمسألة فقام مغضبا خطيبا فقال : سلوني فو الله لا تسألوني عن شيء إلا بينته لكم ، فقام رجل من بني سهم يقال له عبد الله بن حذافة وكان يطعن في نسبه فقال : يا نبي الله من أبي؟ فقال : أبوك حذافة بن قيس ، فقام إليه رجل آخر فقال : يا رسول الله أين أبي؟ فقال : في النار ، فقام عمر بن الخطاب وقبل رجل رسول الله صلىاللهعليهوآله وقال : إنا يا رسول الله حديثو عهد بجاهلية وشرك فاعف عنا عفا الله عنك ، فسكن غضبه ، فقال : أما والذي نفسي بيده لقد صورت لي الجنة والنار آنفا في عرض هذا الحائط ، فلم أر كاليوم في الخير والشر عن الزهري وقتادة عن أنس.
أقول : إنما بادر عمر إلى هذا الاستعفاء لئلا يظهر نسبه على الخلق ، وهو كان أحوج الخلق إلى ذلك كما لا يخفى ، وقيل : كان قوم يسألون رسول الله استهزاء مرة وامتحانا مرة ، فيقول له بعضهم من أبي ، ويقول الآخر أين أبي ، ويقول الآخر إذا ضلت ناقته أين ناقتي ، فأنزل الله تعالى هذه الآية عن ابن عباس.
وقيل : خطب رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : إن الله كتب عليكم الحج ، فقام عكاشة بن محصن ، وقيل سراقة بن مالك ، فقال : أفي كل عام يا رسول الله؟ فأعرض عنه حتى عاد مرتين أو ثلاثا فقال رسول الله : ويحك وما يؤمنك أن أقول : نعم. والله لو قلت : نعم لوجبت ، ولو وجبت ما استطعتم ، ولو تركتم لكفرتم فاتركوني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم ، فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم ، وإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه ، عن علي بن أبي طالب عليهالسلام وأبي أمامة الباهلي ، وقيل نزلت حين سألوا رسول الله عن البحيرة والسائبة والوصيلة
__________________
(١) سورة المائدة : ١٠١.