لا يزال القوم في فسحة من ملكهم ما لم يصيبوا منا دما حراما وأومأ بيده إلى صدره فإذا أصابوا ذلك الدم فبطن الأرض خير لهم من ظهرها فيومئذ لا يكون لهم في الأرض ناصر ولا في السماء عاذر ثم انطلق سليمان بن خالد فأخبر أبا الدوانيق فجاء أبو الدوانيق إلى أبي جعفر عليهالسلام فسلم عليه ثم أخبره بما قال له داود بن علي وسليمان بن خالد فقال له نعم يا أبا جعفر دولتكم قبل دولتنا وسلطانكم قبل سلطاننا سلطانكم شديد عسر لا يسر فيه وله مدة طويلة والله لا يملك بنو أمية يوما إلا ملكتم مثليه ولا سنة إلا ملكتم مثليها وليتلقفها صبيان منكم فضلا عن رجالكم كما يتلقف الصبيان الكرة أفهمت ثم قال لا تزالون في عنفوان الملك ترغدون فيه ما لم تصيبوا منا دما حراما
______________________________________________________
قوله عليهالسلام : « في عنفوان الملك » بضم العين والفاء أي أوله.
قوله عليهالسلام : « ترغدون فيه » يقال : عيش رغد : أي واسعة طيبة.
قوله عليهالسلام : « ما لم تصيبوا منا دما حراما » والمراد قتل أهل البيت عليهمالسلام وإن كان بالسم مجازا ، ويكون قتل الأئمة عليهمالسلام سببا لسرعة زوال ملك كل واحد منهم فعل ذلك ، أو قتل السادات الذين قتلوا في زمان أبي جعفر الدوانيقي ، وفي زمان الرشيد ، على ما ذكره الصدوق في عيون أخبار الرضا عليهالسلام (١) وكذا ما قتلوا في الفخ من السادات.
ويحتمل أن يكون إشارة إلى قتل رجل من العلويين قتلوه مقارنا لانقضاء دولتهم ، وقوله عليهالسلام : « ولا يزال القوم في فسحة » يحتمل أن يكون المراد بهم بني أمية وإن كان بعيدا.
قوله عليهالسلام : « وذهب بريحكم » قال الجوهري : قد تكون الريح بمعنى الغلبة والقوة ، ومنه قوله تعالى : « وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ » (٢).
__________________
(١) عيون أخبار الرضا ج ١ ص ١٠٨ ب ٩ ح ١.
(٢) الصحاح ج ١ ص ٣٦٨.