فظننت أنه قد منعني ذلك قال فقمت من عنده فدخلت على إسماعيل فقلت يا أبا محمد إني ذكرت لأبيك اختلاف شيعته وتباغضهم فقال لقد هممت أن أكتب كتابا لا يختلف علي منهم اثنان قال فقال ما قال مروان وابن ذر قلت بلى قال يا عبد
______________________________________________________
أنه عليهالسلام لا يجيبه إلى كتابة هذا الكتاب ، فأيس وقام ودخل على إسماعيل ابنه عليهالسلام وذكر ما جرى بينه وبين أبيه عليهالسلام.
قوله : « قال فقال » أي قال عبد الأعلى : فقال الصادق وذكر ما جرى بين مروان وابن ذر من المخاصمة ، فصدقه الراوي على ذلك ، وقال : بلى جرى بينهم ذلك ، وهذا يحتمل أن يكون في وقت آخر أتاه عليهالسلام أو في هذا الوقت الذي كان يكلم إسماعيل سمع عليهالسلام كلامه فأجابه.
ويحتمل أن يكون فاعل ـ فقال ـ إسماعيل أي قال عبد الأعلى : قال إسماعيل عند ما ذكرت بعض كلام أبيه عليهالسلام ، مبادرا : ما قال أبي في جوابك قصة مروان وابن ذر؟ قال عبد الأعلى : بلى قال أبوك ذلك ، فيكون إلى آخر الخبر كلام إسماعيل حيث كان سمع من أبيه عليهالسلام علة ذلك ، فأفاده ، وهذا أظهر لفظا ، والأول معنى.
وعلى الاحتمال الأخير يحتمل أن يكون ـ يا عبد الأعلى ـ من كلام الصادق عليهالسلام ، لكنه بعيد ، وفي بعض النسخ [ وأبو ذر ] وفي بعضها [ وأبي ذر ] فحينئذ يحتمل أن يكون المراد أن مع غلبة أهل الجور والكفر لا ينفع الكتاب ، ألم تسمع قصة أبي ذر حيث طرده عثمان وكان ممن يحبه الله ورسوله ، ومروان حيث آواه وكان هو وأبوه طريدي رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فإذا خولف الرسول في مثل ذلك ، ولم ينكر فكيف يطيعوني.
وقال الفاضل الأسترآبادي : في بعض النسخ [ وأبو ذر ] في الموضعين ، وفي العبارة سهو ، وكان قصده عليهالسلام من ذكر ما قال مروان وأبو ذر ، أن المسلمين ليسوا بسواء وأن درجات أصحابنا ومراتب أذهانهم متفاوتة ، وكل مسير لما خلق له ، فينبغي