.................................................................................................
______________________________________________________
مثل هذا الكلام قد يكون في المحاورات ، وليس تكلفه أكثر من بعض الوجوه التي ذكرها الأفاضل الكرام ، وبه يتضح النسبة بين القامتين ، إذ طول قامة مستوي الخلقة ثلاثة أذرع ونصف تقريبا ، فإذا كان طول قامة الأولى سبعين بذلك الذراع تكون نسبة القامة الثانية إلى الأولى نسبة واحد إلى عشرين أي نصف عشر ، وينطبق الجواب على السؤال ، إذ الظاهر منه أن غرض السائل استعلام طول قامته الأولى فلعله كان يعرف طول قامة الثانية لاشتهاره بين أهل الكتاب أو المحدثين من العامة بما رووا عن الرسول صلىاللهعليهوآله من ستين ذراعا ، فمع صحة تلك الرواية يعلم بانضمام ما أوردنا في حل خبر الكتاب أنه عليهالسلام كان طول قامته أو لا ألفا ومائتي ذراع بذراع من كان في زمن الرسول صلىاللهعليهوآله ، أو بذراع من كان في زمن آدم عليهالسلام من أولاده.
الثامن : ما خطر ببالي أيضا لكن وجدته بعد ذلك منسوبا إلى بعض الأفاضل من مشايخنا (ره) ، وهو أن الباء في قوله بذراعه للملابسة يعني صير طول آدم سبعين ذراعا بملابسة ذراعه ، أي كما قصر من طوله قصر من ذراعه لتناسب أعضائه وإنما خص بذراعه لأن جميع الأعضاء داخلة في الطول ، بخلاف الذراع والمراد حينئذ بالذراع في قوله : « سبعين ذراعا » إما ذراع من كان في زمن آدم ، أو من كان في زمان من صدر عنه الخبر ، وهذا وجه قريب.
التاسع : أن يكون الضمير في قوله : « بذراعه » راجعا إلى جبرئيل عليهالسلام أي بذراعه عند تصوره بصورة رجل ليغمزه.
ولا يخفى بعده من وجهين :
أحدهما : عدم انطباقه على ما ذكر في هذا الكتاب ، إذ الظاهر أن ـ صير ـ هنا بصيغة الأمر ، فكأن الظاهر على هذا الحل أن يكون بذراعك ، ويمكن توجيهه إذا قرئ بصيغة الماضي ، بتكلف تام.