.................................................................................................
______________________________________________________
سببا لحصول رئاسة الدنيا والدين ، وإمامة كافة المسلمين ، وقد اعترف جلهم بل كلهم بأن فاطمة عليهاالسلام استشهدت ساخطة عليهما ، وقد رووا جميعا أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال لفاطمة : « يا فاطمة إن الله يغضب لغضبك ، ويرضى لرضاك » (١) وأنه قال : « فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله » (٢) وقد قال الله تعالى : « إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً » (٣) ومن فوض مصالح المسلمين إلى هؤلاء المنافقين الكافرين الجاهلين حتى لزمهم مثل هذه الشنائع والقبائح لرعاية مصالح المسلمين وأية مصلحة للمسلمين كانت تعارض مثل هذه المفاسد العظيمة ، حتى يرعوها ، وأية مفسدة كانت أشد من الدخول في حرم أهل البيت بغير إذنهم ، وكشف سترهم وزجرهم ودفعهم وإبكائهم وإلجاء سيدة النساء إلى الخروج والتظلم في مجامع الكفرة ، وتسليط أهل الكفر على أهل بيت الرسالة أعواما كثيرة حتى انتهى الأمر إلى أن قتلوهم وشردوهم هل كان هذا مقتضى وصية الرسول صلىاللهعليهوآله بهم في المواطن على ما أثبته جميع المخالفين في كتبهم؟ أم كان لائقا بحرمة النبي الذي أعزهم وآواهم ونصرهم وأغناهم ، ومن شفا جرف النار أنقذهم فلبئس ما عزوا أهل بيته في مصيبته ، ولساء ما جبروا وهنهم في رزيئته.
وهذا الكلام يقتضي مقاما أوسع من ذلك المقام ، وما ذكرناه كاف لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ، اللهم العن هؤلاء الظالمين الغاصبين لعنا وبيلا وعذبهم عذابا أليما لا تعذب به أحدا من العالمين ، والعن أشياعهم وأتباعهم من الأولين والآخرين إلى يوم الدين.
__________________
(١) مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٥٣.
(٢) صحيح مسلم : كتاب فضائل الصحابة ـ باب فضائل فاطمة « عليهاالسلام » باختلاف يسير.
(٣) سورة الأحزاب : ٥٧.