.................................................................................................
______________________________________________________
أقول : يحتمل أن يكون كلامه لعنه الله جاريا على سبيل الاستهزاء ويكون مراده ليتني كنت شابا قويا على نصرتك حين ظهر لي أنك أتيت بيت المقدس ورجعت من ليلتك ، ويحتمل أن يكون مراده يا لهفا على أن كبرت وضعفت ولا أقدر على إضرارك حين سمعتك تقول هذا.
وروى الصدوق في أماليه عن أبيه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي عبد الله عليهالسلام : قال : « لما أسري برسول الله إلى بيت المقدس حمله جبرئيل عليهالسلام على البراق ، فأتيا بيت المقدس وعرض عليه محاريب الأنبياء ، وصلى بها ورده ، فمر رسول الله صلىاللهعليهوآله في رجوعه بعير لقريش وإذا لهم ماء في آنية ، وقد أضلوا بعيرا لهم ، وكانوا يطلبونه فشرب رسول الله من ذلك الماء وأهرق باقيه ، فلما أصبح رسول الله قال لقريش : إن الله جل جلاله قد أسرى بي إلى البيت وأراني آثار الأنبياء ومنازلهم وإني مررت بعير لقريش موضع كذا وكذا ، وقد أضلوا بعيرا لهم فشربت من مائهم وأهرقت باقي ذلك ، فقال أبو جهل قد أمكنتكم الفرصة منه فاسألوه كم الأساطين فيها والقناديل فقالوا : يا محمد إن هيهنا من قد دخل بيت المقدس فصف لنا كم أساطينه وقناديله ومحاريبه فجاء جبرئيل عليهالسلام فعلق صورة بيت المقدس تجاه وجهه فجعل يخبرهم بما يسألونه ، عنه ، فلما أخبرهم قالوا : حتى يجيء العير ونسألهم عما قلت ، فقال لهم رسول الله تصديق ذلك أن العير تطلع عليكم مع طلوع الشمس ، يقدمها جمل أو رق فلما كان من الغد أقبلوا ينظرون إلى العقبة ، ويقولون : هذه الشمس تطلع الساعة فبينا هم كذلك إذ طلعت عليهم العير حين طلع القرص يقدمها جمل أو رق ، فسألوهم عما قال رسول الله؟ فقالوا لقد كان هذا ضل جمل لنا في موضع كذا وكذا ، ووضعنا ماء فأصبحنا وقد أهريق الماء فلم يزدهم ذلك إلا عتوا (١).
__________________
(١) الأمالي ص ٣٦٣ ط بيروت.