.................................................................................................
______________________________________________________
لنعيدها جذعة (١).
فقال عمر : أذن يقتلك الله ، فقال : بل إياك يقتل ، فقال أبو عبيدة يا معشر الأنصار إنكم أول من نصر فلا تكونوا أول من بدل أو غير.
فقام بشر بن سعد والد النعمان فقال : يا معشر الأنصار ألا أن محمدا من قريش وقومه أولى به ، وأيم الله لا يراني الله أنازعهم هذا الأمر.
فقال أبو بكر : هذا عمر وأبو عبيدة بايعوا أيهما شئتم فقالا : والله لا نتولى هذا الأمر عليك ، وأنت أفضل المهاجرين وخليفة رسول الله في الصلاة ، وهي أفضل الدين أبسط يدك فلما بسط يده ليبايعاه سبقهما إليه بشير بن سعد فبايعه فناداه الحباب بن المنذر يا بشير عققت عاق! أنفست على ابن عمك الإمارة ، فقال أسيد بن حضير رئيس الأوس لأصحابه : والله لئن لم تبايعوا ليكونن للخزرج عليكم الفضيلة أبدا ، فقاموا فبايعوا أبا بكر ، فانكسر على سعد بن عبادة والخزرج ما اجتمعوا عليه ، وأقبل الناس يبايعون أبا بكر من كل جانب.
ثم حمل سعد بن عبادة إلى داره فبقي أياما ، فأرسل إليه أبو بكر ليبايع فقال : لا والله حتى أرميكم بما في كنانتي ، وأخضب سنان رمحي وأضرب بسيفي ما أطاعني وأقاتلكم بأهل بيتي ومن تبعني ، ولو اجتمع معكم الجن والإنس ما بايعتكم ، حتى أعرض على ربي فقال عمر : لا تدعه حتى يبايع ، فقال بشير بن سعد إنه قد لج وليس بمبايع لكم حتى يقتل ، وليس بمقتول حتى يقتل معه أهله وطائفة من عشيرته ، ولا يضركم تركه إنما هو رجل واحد ، فتركوه وجاءت أسلم فبايعت فقويت بهم جانب أبي بكر وبايعه الناس (٢).
__________________
(١) جذعة : صغيرة. « القاموس ج ٣ ص ١٢ ».
(٢) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ٢ ص ٣٧ ـ ٤٠.