النبي صلىاللهعليهوآله كما قال الذئب فما زالوا في ذلك من ذكر النبي صلىاللهعليهوآله والشتم له حتى جاء أبو طالب من آخر النهار فلما رأوه قال بعضهم لبعض كفوا فقد جاء عمه قال فكفوا فما زال يحدثهم ويكلمهم حتى كان آخر النهار ثم قام وقمت على أثره فالتفت إلي فقال اذكر حاجتك فقلت هذا النبي المبعوث فيكم قال وما تصنع به قلت أومن
______________________________________________________
فقلت : نعم ، فقال : اصعد فصعدت إليه فخدمته حولين كاملين.
فلما حضرته الوفاة قال لي : إني ميت ، فقلت : على من تخلفني؟ فقال : لا أعرف أحدا يقول بمقالتي إلا راهبا بالإسكندرية ، فإذا أتيته ، فأقرئه مني السلام وادفع إليه هذا اللوح ، فلما توفي غسلته وكفنته ودفنته وأخذت اللوح وأتيت الصومعة وأنشأت أقول : أشهد أن لا إله إلا الله وأن عيسى روح الله وأن محمدا حبيب الله صلىاللهعليهوآله فأشرف على الديراني ، فقال : أنت روزبه؟ فقلت : نعم ، فقال : اصعد فصعدت إليه وخدمته حولين كاملين.
فلما حضرته الوفاة قال لي : إني ميت فقلت : على من تخلفني؟ فقال : لا أعرف أحدا يقول بمقالتي في الدنيا ، وأن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب قد حانت ولادته فإذا أتيته فأقرئه مني السلام ، وادفع إليه هذا اللوح.
فلما توفي غسلته وكفنته ودفنته وأخذت اللوح وخرجت ، فصحبت قوما فقلت : لهم يا قوم اكفوني الطعام والشراب أكفكم الخدمة ، قالوا : نعم ، قال فلما أرادوا أن يأكلوا شدوا على شاة فقتلوها بالضرب ، ثم جعلوا بعضها كبابا وبعضها شواء فامتنعت من الأكل فقالوا : كل فقلت : إني غلام ديراني وإن الديرانيين لا يأكلون اللحم ، فضربوني وكادوا يقتلونني ، فقال بعضهم : أمسكوا عنه حتى يأتيكم شرابكم فإنه لا يشرب ، فلما أتوا بالشراب قالوا : أشرب فقلت : إني غلام ديراني وإن الديرانيين لا يشربون الخمر فشدوا علي وأرادوا قتلي.
فقلت لهم : يا قوم لا تضربوني ولا تقتلوني ، فإني أقر لكم بالعبودية فأقررت لواحد منهم وأخرجني وباعني بثلاثمائة درهم من رجل يهودي ، قال : فسألني