.................................................................................................
______________________________________________________
ورووا عنه أيضا « أنه قيل له : لو استغفرت لأبيك وأمك ، فقال : لو استغفرت لهما لاستغفرت لأبي طالب ، فإنه صنع إلى ما لم يصنعا ، وأن عبد الله وآمنة وأبا طالب في حجرة من حجرات جهنم.
فأما الذين زعموا أنه كان مسلما فقد رووا خلاف ذلك ، فأسندوا خبرا إلى أمير المؤمنين عليهالسلام أنه قال : « قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : قال لي جبرئيل : إن الله مشفعك في ستة بطن حملتك آمنة بنت وهب ، وصلب أنزلك عبد الله بن عبد المطلب ، وحجر كفاك أبي طالب ، وبيت آواك عبد المطلب ، وأخ كان لك في الجاهلية ـ قيل : يا رسول الله صلىاللهعليهوآله وما كان فعله قال : كان سخيا يطعم الطعام ، ويجوز بالنوال ـ وثدي أرضعك حليمة بنت أبي ذؤيب.
قالوا : وقد نقل الناس كافة عن رسول الله أنه قال : « نقلنا من الأصلاب الطاهرة إلى الأرحام الزكية » فوجب بهذا أن يكون آباؤه كلهم منزهين عن الشرك ، لأنهم لو كانوا عبدة أصنام لما كانوا طاهرين.
قالوا : وأما ما ذكر في القرآن من إبراهيم وأبيه آزر وكونه ضالا مشركا فلا يقدح في مذهبنا ، لأن آزر كان عم إبراهيم ، فأما أبوه فتارخ بن ناحور وو سمي العم أبا كما قال : « أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قالَ لِبَنِيهِ ما تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قالُوا نَعْبُدُ إِلهَكَ وَإِلهَ آبائِكَ » (١) ثم عد فيهم إسماعيل وليس من آبائه ، ولكنه عمه.
ثم قال : واحتجوا في إسلام الآباء بما روي عن جعفر بن محمد أنه قال : يبعث الله عبد المطلب يوم القيامة وعليه سيماء الأنبياء وبهاء الملوك.
وروي أن العباس بن عبد المطلب قال لرسول الله بالمدينة : يا رسول الله صلىاللهعليهوآله
__________________
(١) سورة البقرة : ١٣٣.