.................................................................................................
______________________________________________________
ولا شيء مما يأكل الناس عندنا |
|
سوى الحنظل العامي العلهز الفسل |
وليس لنا إلا إليك فرارنا |
|
وأين فرار الناس إلا إلى الرسل |
فقام النبي صلىاللهعليهوآله يجر رداءه حتى صعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، وقال : « اللهم اسقنا غيثا مغيثا هنيئا مريعا سجالا غدقا طبقا دائما درا تحيي به الأرض وتنبت به الزرع ، وتدر به الضرع ، واجعله سقيا نافعا عاجلا غير رائث » فو الله ما رد رسول الله صلىاللهعليهوآله يده إلى نحره حتى ألقت السماء أرواقها وجاء الناس يضجون الغرق الغرق يا رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : اللهم حوالينا ، ولا علينا فانجاب السحاب عن المدينة حتى استدار حولها كالإكليل ، فضحك رسول الله صلىاللهعليهوآله حتى بدت نواجذه ثم قال : لله در أبي طالب لو كان حيا لقرت عينه من ينشدنا قوله؟ فقام علي فقال : يا رسول الله صلىاللهعليهوآله لعلك أردت : وأبيض يستسقي الغمام بوجهه؟ قال : أجل فأنشده أبياتا من هذه القصيدة ، ورسول الله يستغفر لأبي طالب على المنبر.
ثم قام رجل من كنانة فأنشده :
لك الحمد والحمد ممن شكر |
|
سقينا بوجه النبي المطر |
دعا الله خالقه دعوة |
|
إليه وأشخص منه البصر |
فما كان إلا كما ساعة |
|
أو أقصر حتى رأينا الدرر |
دفاق العزالي وجم البعاق (١) |
|
أغاث به الله عليا مضر |
فكان كما قاله عمه |
|
أبو طالب ذو رواء غرر |
به يسر الله صوب الغمام |
|
فهذا العيان وذاك الخبر |
__________________
(١) العزالى : جمع عزلاء ، وهي في الأصل مصبّ الماء من القربة والراوية ويقال للسحابة إذا انهمرت بالمطر : قد حلّت عزاليها وأرسلت عزاليها. والبُعاق : المطر الذي ينبعق بالماء.