يشرب فلما برزوا قال الذين اغترفوا « لا طاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ وَجُنُودِهِ » وقال الذين لم يغترفوا « كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ »
______________________________________________________
« فَلَمَّا جاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ » لقيهم جالوت وكان ذا بأس شديد فلما رأوه رجع أكثرهم و « قالُوا لا طاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ وَجُنُودِهِ » ولم يبق معه غير ثلاثمائة وبضعة عشر ، عدة أهل بدر فلما رجع من رجع قالوا « كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ » وكان فيهم أيشا أبو داود ومعه من أولاده ثلاثة عشر ابنا ، وكان داود أصغر بنيه وقد خلفه يرعى لهم ، ويحمل إليهم الطعام ، وكان قد قال ، لأبيه ذات يوم يا أبتاه ما أرمي بقذافتي شيئا إلا صرعته وقال له : لقد دخلت بين الجبال فوجدت أسدا رابضا فركبت عليه فأخذت بأذنيه فلم أخفه ، ثم أتاه يوما آخر ، فقال له : إني لأمشي بين الجبال فأسبح فما يبقى جبل إلا سبح معي ، قال : أبشر فإن هذا خير أعطاكه الله ، فأرسل الله تعالى إلى النبي الذي مع الطالوت ، قرنا فيه دهن وتنور من حديد ، فبعث الله إلى طالوت ، وقال : إن صاحبكم الذي يقتل جالوت يوضع هذا الدهن على رأسه ، ليغلي حتى يسيل من القرن ، ولا يجاوز رأسه إلى وجهه ويبقى على رأسه كهيأة الإكليل ، ويدخل في هذا التنور فيملأه ، فدعا طالوت بني إسرائيل فخبرهم فلم يوافقه منهم أحد ، فأحضر داود من رعيه فمر في طريقه بثلاثة أحجار ، فكلمته وقلن ، خذنا يا داود فأقتل جالوت ، فأخذهن وجعلهن في مخلاة ، وكان طالوت قد قال : من قتل جالوت زوجته ابنتي ، وأجريت خاتمة في مملكتي ، فلما جاء داود وضعوا القرن على رأسه فغلى حتى ادهن منه ، ولبس التنور فملأه ، وكان داود مسقاما أزرق مصغارا ، فلما دخل في التنور تضايق عليه حتى ملأه ، وفرح إشمويل ، وطالوت وبنو إسرائيل بذلك ، وتقدموا إلى جالوت وصفوا للقتال وخرج داود نحو جالوت وأخذ الأحجار ووضعها في قذافته ، ورمي بها جالوت ، فوقع الحجر بين عينيه ، فنقبت رأسه وقتله ولم يزل الحجر يقتل كل من أصابته ينقذ منه إلى