لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ » قال لم يكن من سبط النبوة ولا من سبط المملكة « قالَ إِنَّ اللهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ » وقال « إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ » فجاءت به الملائكة تحمله وقال الله جل ذكره « إِنَّ اللهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي » فشربوا منه إلا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا منهم من اغترف ومنهم من لم
______________________________________________________
الدهن الذي في القرن فهو ملك بني إسرائيل ، فأدهن رأسه به وملكه عليهم فقاسوا أنفسهم بالعصا فلم يكونوا مثلها ، وقيل : كان طالوت دباغا ، وقيل : كان سقاء يسقي الماء ويبيعه فضل حماره فانطلق يطلبه ، فلما اجتاز بالمكان الذي فيه إشمويل دخل يسأله أن يدعو له ليرد الله حماره ، فلما دخل نشر الدهن فقاسوه بالعصا فكان مثلها ، « فقالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً » وهو طالوت ، وبالسريانية شاول بن قيس بن أيمال ابن ضرار بن يحرف بن أفتح بن أيش بن بنيامين بن يعقوب بن إسحاق ، فقالوا له ما كنت قط أكذب منك الساعة ، ونحن في سبط المملكة ولم يؤت طالوت سعة من المال ، فنتبعه فقال إشمويل : « إِنَّ اللهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ » فقالوا : إن كنت صادقا فأت بآية فقال : « إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ » والسكينة : رأس هروقيل طست من ذهب يغسل فيها قلوب الأنبياء ، وقيل غير ذلك ، وفيه الألواح وهي من در وياقوت وزبرجد ، وأما البقية فهي عصا موسى ورضاضة الألواح ، فحملته الملائكة ، وأتت به إلى طالوت نهارا بين السماء والأرض ، والناس ينظرون ، فأخرجه طالوت إليهم ، فأقروا بملكه ساخطين ، وخرجوا معه كارهين وهم ثمانون ألفا فلما خرجوا قال لهم طالوت « إِنَّ اللهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي » وهو نهر فلسطين وقيل هو الأردن « فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً » وهم أربعة ألف ، فمن شرب منه عطش ، ومن لم يشرب منه إلا غرفة روى.