الْمَلائِكَةُ » قال كانت تحمله في صورة البقرة.
______________________________________________________
عباس وقتادة والسدي ، وهو المروي عن أبي جعفر عليهالسلام وقيل هو التوراة وشيء من ثياب موسى عن الحسن ، وقيل : وكان فيه لوحان أيضا من التوراة وقفيز من المن الذي كان ينزل عليهم ، ونعلا موسى وعمامة هارون وعصاه هذه أقوال أهل التفسير في السكينة والبقية ، والظاهر إن السكينة أمنه وطمأنينة جعلها الله سبحانه فيه ليسكن إليه بنو إسرائيل « وَبَقِيَّةٌ » جائز أن يكون بقية من العلم أو شيئا من علامات الأنبياء ، وجاز أن يتضمنها جميعا على ما قاله الزجاج « تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ » قيل : حملته الملائكة بين السماء والأرض حتى رآه بنو إسرائيل عيانا عن ابن عباس والحسن ، وقيل : لما غلب الأعداء على التابوت أدخلوه بيت الأصنام فأصبحت أصنامهم منكبه فأخرجوه ووضعوه ناحية من المدينة فأخذهم وجع في أعناقهم ، وكل موضع وضعوه فيه ظهر فيه بلاء وموت ووباء فأشير عليهم بأن يخرجوا التابوت ، فأجمع رأيهم على أن يأتوا به ويحملوه على عجلة ويشدوها إلى ثورين ففعلوا ذلك ، وأرسلوا الثورين فجاءت الملائكة وساقوا الثورين إلى بني إسرائيل فعلى هذا يكون معنى تحمله الملائكة تسوقه ، كما تقول حملت متاعي إلى مكة ، ومعناه كنت سببا لحمله إلى مكة انتهى كلامه (١).
أقول : هذا الخبر يدل على أن الملائكة الحاملين لها كانوا على صورة البقرة ليشبه على الناس أمرهم أو لحكمة أخرى.
وروى الحميري في كتاب قرب الإسناد ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي ابن أسباط ، عن أبي الحسن عليهالسلام أنه قال : السكينة ريح تخرج من الجنة لها صورة كصورة الإنسان ورائحة طيبة ، وهي التي أنزلت على إبراهيم ، فأقبلت تدور حول أركان البيت ، وهو يضع الأساطين ، قلنا : هي من التي قال : « فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ » قال : تلك السكينة كانت
__________________
(١) مجمع البيان ج ٢ ص ٣٥٣.