قال فأي شيء قالوا لكم؟
قلت قالوا قد يكون ولد الابنة من الولد ولا يكون من الصلب.
قال فأي شيء احتججتم عليهم؟
قلت احتججنا عليهم بقول الله تعالى لرسوله صلىاللهعليهوآله : « فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ » (١).
قال فأي شيء قالوا قلت قالوا قد يكون في كلام العرب أبناء رجل وآخر يقول أبناؤنا.
______________________________________________________
الله صلىاللهعليهوآله انتهى.
أقول : لا يخفى قوة هذا المذهب ، وقد دلت عليه الأخبار الكثيرة ، وقد استدل أئمتنا عليهمالسلام على المخالفين في مقامات كثيرة كما ورد في الأخبار المتعددة وقد أوردناها في كتاب بحار الأنوار (٢).
ثم اعلم أن الآية الأولى إنما تدل على أن ولد البنت يطلق عليه الذرية حقيقة ، لكونها الأصل في الإطلاق ، وهذا إنما ينفع فيما إذا أورد أو صدر بلفظ الذرية وبانضمام عدم القول بالفصل ـ أو ادعاء أن من كان ذرية حقيقة ولد حقيقة لشهادة العرف واللغة ـ يتم المطلوب.
قوله : « ولا يكون من الصلب » أقول : يحتمل أن يكون مراد القائل نفي الحقيقة ، وحمل الآية على المجاز ، وأنه إنما يكون حقيقة إذا كان من الصلب ، وأن يكون غرضه تسليم كونه ولدا على الإطلاق ، ومنع كونه ولدا للصلب ، والثاني أظهر ، لكن الاستدلال بالآية الثانية في مقابلة هذا المنع لا وجه له ، ولذلك ذكر عليهالسلام الآية الثالثة لإثبات ما منعه.
قوله : « وآخر يقول وأبناؤنا » أي مجازا ، فحمل الآية على المجاز ، ولا يخفى ضعف هذا الجواب ، إذ مدار الاستدلال على أن الأصل في الإطلاق الحقيقة
__________________
(١) سورة آل عمران : ٦١.
(٢) بحار الأنوار : ج ٤٣ ص ٢٢٨ ـ ٢٣٤.