لقد كاد أن يستولي على أهل مكة الإسلام.
فضرب سهيل بن عمرو على أبي جندل ابنه.
فقال أول ما قاضينا عليه.
______________________________________________________
وقال الجوهري : المسير من الثياب الذي فيه خطوط كالسيور (١) وعلى التقادير هذا كلام الصادق لبيان ثمرة هذه المصالحة ، وكثرة فوائدها بأنها صارت موجبة لأمن المسلمين بحيث كانوا يبعثون الهدايا من المدينة إلى مكة من غير منع وخوف ، ورغب أهل مكة في الإسلام ، وأسلم جم غفير منهم من غير حرب وقتال.
قوله عليهالسلام : « فضرب سهيل » قال الشيخ أبو علي الطبرسي في مجمع البيان فقال سهيل : على أنه لا يأتيك منا رجل وإن كان على دينك إلا رددته إلينا ، ومن جاءنا ممن معك لم نرده عليك ، فقال المسلمون : سبحان الله كيف يرد إلى المشركين وقد جاء مسلما ، فقال رسول الله : من جاءهم منا فأبعده الله ، ومن جاءنا منهم رددناه إليهم فمن علم الله الإسلام من قلبه جعل له مخرجا ، إلى أن قال : فبينا هم كذلك إذ جاء أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف (٢) في قيوده قد خرج من أسفل مكة حتى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين ، فقال سهيل : هذا يا محمد أول ما أقاضيك عليه أن ترده ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : إنا لم نقض بالكتاب بعد ، قال : والله إذا لا أصالحك على شيء فقال النبي فأجره لي ، فقال : ما أنا بمجيره لك قال : بلى فافعل ، قال : وما أنا بفاعل قال مكرز : بلى قد أجرناه ، قال أبو جندل بن سهيل : معاشر المسلمين أأرد إلى المشركين وقد جئت مسلما ألا ترون ما قد لقيت وكان قد عذب عذابا شديدا (٣).
وقال رحمهالله في كتاب أعلام الورى : فجاء أبو جندل إلى النبي صلىاللهعليهوآله حتى
__________________
(١) الصحاح : ج ٢ ص ٦٩١.
(٢) رَسَف : مشى مشية المقيّد.
(٣) مجمع البيان : ج ٩ ص ١١٨ ـ ١١٩.