فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله وهل قاضيت على شيء؟.
______________________________________________________
جلس إلى جنبه ، فقال أبوه سهيل : رده علي ، فقال المسلمون لا ترده فقام صلىاللهعليهوآله وأخذ بيده فقال صلىاللهعليهوآله : اللهم إن كنت تعلم أن أبا جندل لصادق فاجعل له فرجا ومخرجا ثم أقبل على الناس ، وقال : إنه ليس عليه بأس ، إنما رجع إلى أبيه وأمه وإني أريد أن أتم لقريش شرطها ، ورجع رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى المدينة وأنزل الله في الطريق سورة الفتح « إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً ».
قال الصادق عليهالسلام فما انقضت تلك المدة حتى كاد الإسلام يستولي على أهل مكة ولما رجع رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى المدينة انفلت بصير بن أسيد بن حارثة الثقفي من المشركين وبعث الأخنس بن شريق في أثره رجلين فقتل أحدهما وأتى رسول الله صلىاللهعليهوآله مسلما مهاجرا ، فقال : مسعر حرب لو كان معه أحد ثم ، قال شأنك بسلب صاحبك واذهب حيث شئت فخرج أبو بصير ومعه خمسة نفر كانوا قدموا معه مسلمين حتى كانوا بين العص وذي المروة من أرض جهينة على طريق عيرات قريش مما يلي سيف البحر ، وانفلت أبو جندل بن سهيل في سبعين راكبا أسلموا فلحق بأبي بصير واجتمع إليهم ناس من غفار وأسلم وجهينة حتى بلغوا ثلاثمائة مقاتل وهم مسلمون لا يمر بهم عير لقريش إلا أخذوها ، وقتلوا أصحابها فأرسلت قريش أبا سفيان بن حرب إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله يسألونه ويتضرعون إليه أن يبعث إلى أبي بصير وأبي جندل ومن منهم فيقدموا على (١) وقالوا من خرج منا إليك فأمسكه من غير حرج أنت فيه ، فعلم الذين كانوا أشاروا على رسول الله صلىاللهعليهوآله أن يمنع أبا جندل من أبيه ـ بعد القصة أن طاعة رسول الله صلىاللهعليهوآله خير لهم فيما أحبوا وفيما كرهوا (٢).
قوله صلىاللهعليهوآله : « وهل قاضيت على شيء » أي لم يتم الصلح ، ولم يكتب الكتاب
__________________
(١) كذا في النسخ والصحيح « فيقدموا عليه ».
(٢) إعلام الورى ص ٩٨.