.................................................................................................
______________________________________________________
أقول : هذا الخبر يدل بظاهره على عدم جواز الاعتقاد بسعود الساعات ونحوسها ولزوم مخالفة قول المنجمين في ذلك ، وإن أمكن أن يكون هذا للرد على من ظن أنه لا يمكن التحرز عن نحوستها بالاستعانة بالله ، أو ظاهره أن تأثير هذه السعود والنحوس من قبيل الطيرة ، حيث قال عليهالسلام : اللهم لا طير إلا طيرك.
الثاني : ما رواه السيد الرضي رضياللهعنه في نهج البلاغة قال : ومن كلام له عليهالسلام قاله لبعض أصحابه لما عزم على المسير إلى الخوارج ، وقد قال له يا أمير المؤمنين إن سرت في هذا الوقت خشيت أن لا تظفر بمرادك من طريق النجوم ، فقال عليهالسلام : أتزعم أنك تهدي إلى الساعة التي من سار فيها صرف عنه السوء ، وتخوف من الساعة التي من سار فيها حاق به الضر : فمن صدقك بهذا فقد كذب القرآن ، واستغنى عن الاستعانة بالله في نيل المحبوب ، ودفع المكروه ، وتبتغي في قولك للعامل بأمرك أن يوليك الحمد دون ربه لأنك بزعمك أنت هديته إلى الساعة التي نال فيها النفع وأمن الضر.
ثم أقبل عليهالسلام على الناس فقال أيها الناس إياكم وتعلم النجوم إلا ما يهتدى به في بر أو بحر فإنها تدعو إلى الكهانة ، والمنجم كالكاهن ، والكاهن كالساحر ، وو الساحر كالكافر والكافر في النار سيروا على اسم الله وعونه (١).
وروى الطبرسي في الاحتجاج عنه عليهالسلام مثله (٢).
أقول هذا أيضا مثل الخبر السابق ، وفيه تحذير عن تعلم علم النجوم ، وظاهره الحرمة.
الثالث : ما رواه السيد ابن طاوس بإسناده إلى الشيخ محمد بن رستم بن جرير
__________________
(١) نهج البلاغة بتحقيق صبحي الصالح ص ١٠٥ « ٧٩ من الخطب ».
(٢) الإحتجاج : ج ١ ص ٢٣٩.