.................................................................................................
______________________________________________________
تهدم حصن الأندلس ، وهاج نمل الشيخ ، وانهزم مراق الهندي ، وفقد ذيان اليهود بإيلة ، وهدم بطريق الروم برومية وعمي راهب عمودية وانهدمت شراقات القسطنطنية أفعالم أنت بهذه الحوادث وما الذي أحدثها شرقيها أو غربيها من الفلك قال : لا علم لي بذلك ، قال : وبأي الكواكب تقضى في أعلى القطب وبأيها تنحس من تنحس؟ قال : لا علم لي بذلك ، قال فهل علمت أنه سعد اليوم اثنان وسبعون عالما في كل عالم سبعون عالما منهم في البر ، ومنهم في البحر وبعض في الجبال ، وبعض في الغياض ، وبعض في العمران ، وما الذي أسعدهم؟ قال : لا علم لي بذلك.
قال : يا دهقان أظنك حكمت على اقتران المشتري وزحل لما استنارا لك في الغسق ، وظهر تلألؤ شعاع المريخ ، وتشريقه في السحر ، وقد سار فاتصل جرمه بجرم تربيع القمر ، وذلك دليل على استحقاق ألف ألف من البشر كلهم يولدون اليوم والليلة ، ويموت مثلهم ، وأشار بيده إلى جاسوس في عسكره لمعاوية فقال : ويموت هذا ، فإنه منهم ، فلما قال ذلك ظن الرجل أنه قال : خذوه فأخذه شيء بقلبه وتكسرت نفسه في صدره ، فمات لوقته ، فقال عليهالسلام : يا دهقان ألم أزل غير التقدير في غاية التصوير ، قال : بلى يا أمير المؤمنين ، قال : يا دهقان. أنا مخبرك أني وصحبي هؤلاء لا شرقيون ولا غربيون ، إنما نحن ناشئة القطب ، وما زعمت أنه البارحة انقدح من برج النيران ، فقد كان يجب أن تحكم معه لي ، لأن نوره وضياءه عندي فلهبه ذاهب عني يا دهقان هذه قضيته عيص فاحبسها وولدها إن كنت عالما بالأكرار والأدوار. قال : لو علمت ذلك لعلمت أنك تحصي عقود القصب في هذه الأجمة ، ومضى أمير المؤمنين عليهالسلام فهزم أهل النهروان وقتلهم وعاد بالغنيمة والظفر. فقال الدهقان : ليس هذا العلم بما في أيدي أهل زماننا هذا علم مادته من السماء.
وروي نحوه مرسلا عن الأصبغ بن نباتة عنه.