.................................................................................................
______________________________________________________
فهي بمنزلة العبيد المأمورين المنهيين ، فلو كانت قديمة أزلية لم تتغير من حال إلى حال ، ثم قال : فما تقول في علم النجوم؟ قال : هو علم قلت منافعه ، وكثرت مضراته ، لأنه لا يدفع به المقدور ، ولا يتقى به المحذور ، إن أخبر المنجم بالبلاء لم ينجه التحرز من القضاء ، وإن أخبر هو بخير لم يستطع تعجيله وإن حدث به سوء لم يمكنه صرفه ، والمنجم يضاد الله في علمه بزعمه أنه يرد قضاء الله عن خلقه (١).
أقول : هذا الخبر وإن كان فيه إشعار بكونها علامات لكن يدل على نفي تأثيرها ، وعدم جواز الاعتماد عليها حتى في اختيار الساعات.
السادس : ما رواه السيد ابن طاوس قال وجدت في أصل من أصول أصحابنا اسمه كتاب التجمل بإسناده عن جميل ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : كان قد علم نبوة نوح عليهالسلام بالنجوم.
أقول : هذا الخبر مرسل ، ويدل على أنه يمكن أن يعرف بعض الأشياء بالنجوم ، ولا يدل على جواز النظر في علمها واستخراج الأحكام منها ، وكذا الأخبار التي أوردها بأن ولادة إبراهيم عليهالسلام عرفت بالنجوم ، وكذا بعثة النبي صلىاللهعليهوآله وغيرها من الحوادث ، إذ شيء منها لا يعارض الأخبار الدالة عن المنع ، ولا ينافيها.
السابع : ما رواه الصدوق في الخصال بسند فيه جهالة ، عن أبي الحصين قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : سئل رسول الله صلىاللهعليهوآله عن الساعة ، فقال : عند إيمان بالنجوم وتكذيب بالقدر (٢).
الثامن : ما رواه في الكتاب المذكور بإسناد فيه جهالة عن الصادق عليهالسلام ، عن آبائه ، عن علي عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أربعة لا تزال في أمتي إلى يوم القيامة
__________________
(١) الإحتجاج : ج ٢ ص ٣٤٧ ـ ٣٤٨.
(٢) الخصال. ج ١ ص ٦٢.