.................................................................................................
______________________________________________________
الصادق تقوله بعد فراغك من صلاة الاستخارة ، تقول : اللهم إنك خلقت أقواما يلجأون إلى مطالع النجوم لأوقات حركاتهم وسكونهم ، وتصرفهم وعقدهم ، وخلقتني أبرأ إليك من اللجإ إليها ، ومن طلب الاختيارات بها وأتيقن أنك لم تطلع أحدا على غيبك في مواقعها ، ولم تسهل له السبيل إلى تحصيل أفاعيلها ، وأنك قادر على نقلها في مداراتها في سيرها عن السعود العامة والخاصة إلى النحوس ، ومن النحوس الشاملة والمفردة إلى السعود لأنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب ولأنها خلق من خلقك ، وصنعة من صنيعك ، وما أسعدت من اعتمد على مخلوق مثله ، واستمد الاختيار لنفسه وهم أولئك ولا أشقيت من اعتمد على الخالق الذي أنت هو لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ، وأسألك بما تملكه وتقدر عليه وأنت به ملي ، وعنه غني ، وإليه غير محتاج ، وبه غير مكترث من الخيرة الجامعة للسلامة والعافية والغنيمة لعبدك. إلى آخر الدعاء.
أقول : هذا الدعاء فقراته الكاملة مصرحة بكون سعود الكواكب ونحوسها إنما يظهر لمن لم يصح توكله على ربه ، ولم يفوض جميع أموره إليه ، ومن كان كذلك واستعان بربه تعالى هيأ الله له الخيرة في جميع أموره ، ولم يتضرر بشيء من ذلك كما مر في الطيرة ، وفي بعض فقراتها يدل على أن العلم بأحوالها من الغيوب التي لم يطلع عليها الخلق.
الثاني عشر : ما رواه في رسالة النجوم قال : وجدت في كتاب عتيق من عطاء قال : قيل لعلي عليهالسلام : هل كان للنجوم أصل؟ قال : نعم نبي من الأنبياء قال له قومه ، إنا لا نؤمن لك حتى تعلمنا بدء الخلق وآجاله فأوحى الله إلى غمامة فأمطرتهم واستنقع حول الجبل ماء صافيا ثم أوحى الله إلى الشمس والقمر والنجوم أن تجري في ذلك الماء ثم أوحى الله إلى ذلك النبي أن يرتقي هو وقومه على الجبل فارتقوا