أبا الحسن عليهالسلام يقول الرؤيا على ما تعبر فقلت له إن بعض أصحابنا روى أن رؤيا الملك كانت أضغاث أحلام فقال أبو الحسن عليهالسلام إن امرأة رأت على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله أن جذع بيتها قد انكسر فأتت رسول الله صلىاللهعليهوآله فقصت عليه الرؤيا فقال لها النبي صلىاللهعليهوآله يقدم زوجك ويأتي وهو صالح وقد كان زوجها غائبا فقدم كما قال النبي صلىاللهعليهوآله ثم غاب عنها زوجها غيبة أخرى فرأت في المنام كأن جذع بيتها قد انكسر فأتت النبي صلىاللهعليهوآله فقصت عليه الرؤيا فقال لها يقدم زوجك ويأتي صالحا فقدم على ما قال ثم غاب زوجها ثالثة فرأت في منامها أن جذع بيتها قد انكسر فلقيت رجلا أعسر فقصت عليه الرؤيا فقال لها الرجل السوء يموت زوجك قال فبلغ ذلك النبي صلىاللهعليهوآله فقال ألا كان عبر لها خيرا.
______________________________________________________
قوله : « كانت أضغاث أحلام » أي لم تكن لها حقيقة ، وإنما وقعت كذلك لتعبير يوسف عليهالسلام ، وإنما أورد الراوي تلك الرواية تأييدا لما ذكره عليهالسلام.
قوله صلىاللهعليهوآله : « يقدم زوجك » لعله صلىاللهعليهوآله عبر انكسار أسطوانة بيتها بفوات ما كان لها من التمكن ، والاستقلال والتصرف في غيبته.
قوله عليهالسلام : « رجلا أعسر » قال الفيروزآبادي : يوم عسر وعسير وأعسر شديد أو شؤم وأعسر يسر يعمل بيديه جميعا فإن عمل بالشمال فهو أعسر انتهى. (١)
والمراد هنا الشؤم أو من يعمل باليسار فإنه أيضا مشوم ، ويظهر من روايات المخالفين إن هذا الأعسر كان أبا بكر ولعله عليهالسلام لم يصرح باسمه تقية.
قال في النهاية : فيه امرأة أتت النبي صلىاللهعليهوآله فقالت رأيت كان جائز بيتي انكسر فقال : يرد الله غائبك فرجع زوجها ثم غاب فرأت مثل ذلك فأتت النبي صلىاللهعليهوآله فلم تجده ووجدت أبا بكر فأخبرته ، فقال : يموت زوجك ، فذكرت ذلك لرسول الله صلىاللهعليهوآله فقال هل قصصتها على أحد؟ قالت : نعم ، قال : هو كما قيل لك الجائز : الخشبة التي توضع عليها أطراف العوارض في سقف البيت. (٢)
__________________
(١) القاموس : ج ٢ ص ٩١.
(٢) النهاية : ج ١ ص ٣١٤.